بيروت، 2001.


الغلاف: قوس قزح.

الرسومات الداخليّة: كائنات رسمت نفسها.


إلى ناريمان، وديع سعادة، عماد أبو صالح، جمال جمعة،

مجدي نجيب، رشيدة، أديب، نانيس، كنان،

والبنت التي لا تفهم كيف يحبّ الإنسان عصفورًا أو فراشة أو زهرة.

تضيءُ عريَها
بنجومٍ ورقيَّة
كالتي في دفاترِ الأطفال،
بنتُ ليل.

زهرةٌ إلكترونيَّة
تتنهَّد:
"لو يضمُّني كتاب".

كُلَّما حطَّ على كتفِهِ طائر
تذكَّرَ الشجرةَ التي كانَها،
مقعدٌ منسيٌّ في حديقة.

شريطةٌ في شَعْرِ طفلة
تحلم
بأن تكونَ فراشة.

فراشة
تحلمُ بأن تكون
شريطةً في شَعْرِ طفلة.

طفلةٌ تحلم.

في الدمعة
سمكة
تذرف
البحر.

نغمةٌ تعاتبُ الناي:
"لِمَ لَمْ تتركني مع العصفور؟"

زجاجةٌ فارغة
آنيةُ زهرتِه.

زهرةٌ مرمية
في كومِ قمامة.

تُعَلِّمُ الرقص
لقطَّتِها.

خلفَ النافذة
كلبٌ ينبح:
"وأنا؟"

شارعان، في عناق، عندَ تقاطع.

إشارةٌ معطَّلة
تحملقُ في المارَّة
بعينٍ حمراء.

بدموعِها، تمسحُ البلاط.
تمزجُها جيِّدًا بالصابون.
سيِّدةُ البيت
لا تحتملُ غبارَ الحزن.

خُفَّاش
يسألُ الليل:
"لماذا أنتَ قاسٍ، هكذا
يا أبي؟"

جسرٌ قديم
يوبِّخُ قوسَ قزح:
"لا تغترّ، يا ابني، بهذه الألوان
كنتُ أنا مثلك".

أذنُهُ على جدارِ الزنزانة.

​ينصت
إلى
نبض
عصفور
رَسَمَه
بأظفارِه.

عجوزٌ متآكلُ العظام
يحملُ رسائلَ الحبِّ في مراكب ورقيّة
وحكاياتِ القراصنةِ والجنيّات
للأطفال.

فنجانٌ حزينٌ جدًّا.

كيفَ لَهُ أن يحضنَها
فيما تقبِّلُه
ولَهُ ذراعٌ واحدة؟

هيكلٌ عظميّ
ينحت
ما يتبقَّى،
أسنانٌ قليلة
تبتسم.