.بيروت، 2002
,لوحة الغلاف بريشة هند محمّد أحمد، 8 سنوات… طفلة مصابة بالسرطان
.(معهد الأورام القوميّ، القاهرة)
.(معهد الأورام القوميّ، القاهرة)
:إسم المستخدم
سوزان عليوان
:كلمة السرّ
مصباح كفيف
( ;
من أنت؟ -
.مفتاحٌ فقدَ بابَه *
كوكب أحمر
.ما عادت لي رغبةٌ في أرض
،بلادُ الله ما عادت واسعة
الأرواحُ أيضًا ضاقت
.كأحذيةٍ قديمة
القارَّاتُ
القُرى
القلوبُ
.قبائلُ من القتلةِ والقتلى
الشمسُ جارحةٌ
.والليلُ، خُفَّاشًا، ينهشُ لحمَ النجوم
الجثثُ هنا أكثر من الزهور
وساقيةُ الدم
.لا تكُفُّ عن الدوران
غبار هذا الجسد
أتساقطُ
أوراقًا عُرْيُها الأشجارُ
لأرافقَكِ
إلى حيثُ لا عُمقَ ولا صدى
.أيَّتُها الدموع
في عينيكِ
أنهارٌ جارحةٌ
من صراخٍ
،وتعب
.أمطارُكِ قانية
.لكِ، غبارُ هذا الجسد
لرذاذِكِ المرعوبِ من تدفُّقِهِ
أفتحُ كفيَّ
كدفَّتيِّ كتابٍ
مثلَ عينين
.وأتهاوى
،كأنَّ العالمَ بين يديَّ
.كأنَّهُ علبة صغيرة
الروح في مصيدتها
أفترضُ فضاءً وأدخلُ
أدخلُ احتمالَ المكان
المكانُ الذي لا يتَّسعُ لشجرةٍ
لطائرٍ
.لراحةِ يد
على الكرسيِّ نفسِهِ
كلَّ ليلةٍ
.والعالمُ من أمامي عابر
الفأرةُ في كفِّي
.الروحُ في مصيدتِها
بلوحِ زجاجٍ
أبدَلْتُ حياتي
والشمسَ التي لم تدُم طويلاً
.بأيقوناتِ مريم
كُلَّ ليلةٍ
ومن الكرسيِّ ذاتِهِ
.أغادرُ جسمي وصوتي والذاكرة
أبتكرُ مخلوقاتٍ ناعمةً
تبدِّدُ رتابةَ المربَّعات
:تضيءُ في الزوايا عزلتَها
زهرةَ حائطٍ
غزالةً من عينِ الدمعِ تشربُ
.قريةً من ترابٍ وقناديل
لا أحملُ
إلاَّ عينيَّ
،لأرى
لأتلمَّسَ في الظلامِ كائناتِهِ
أشعلُ قلبي
.مصباحًا كفيفًا
( :0
ما الذي يعنيهِ -
أن نتحادثَ
في خواءٍ كهذا؟
أن نُعيدَ إلى البياضِ صوتَهُ *
أن نعودَ
.إلينا
إستعارات خادعة
.كُلُّ شيءٍ مستعارٌ هنا
،الجدارُ والنافذة
،ظلالُ السقفِ
،البابُ الخادعُ بين فراغين
.إسمي ودمعةُ مِصباحِك
نافذة ما
لنفترضْ
أنَّها نافذةٌ
من خشبٍ محفورٍ
،وعصافير زجاج
الشاشةُ الباردةُ
دمعُ نجومٍ
بينَ اسْمينا
.تجمّد
لنفترضَ أنَّها جذورٌ
هذه الأسلاكُ المُمتدَّةُ
ِمن قلبِ الآلة
،إلى عروقِنا
وأنَّ أطرافَنا عبر المفاتيح تتشابكُ
أغصانًا
.عناقُها الأبواب
لنفترضَ بيتًا سقفُهُ الخلاء
(جدرانُهُ من جلدِنا / صمتُنا غفوةُ حارسِهِ)
وحديقةً يُسيِّجُها العشبُ
وفراشاتٍ مُرقَّعَةً بألوانِ المطر
ظلالُها نمورٌ نُفتِّتُ لأجلِها خُبزَ الأصابع
.والكلمات
لنفترضَ زمنًا لا يهربُ من الزمنِ
مكانًا لا يخافُ من المكان
بشرًا جميلين
طينُهُم ماءُ عيني
مذروفًا
.في غُبارِ ضحكاتِك
لنفترضَ حياةً أُخرى
خارجَ الجسدِ
وأبعدَ من الروح
ولنفترضْ
.أنَّها نافذةٌ ما
وردة الحواس
أمكنةٌ بعددِ أسمائك
والأطفالِ الذينَ يكنسونَ بضحكاتِهِم الشوارع
كانَ عليَّ أن أهدمَها
من أجلِ بيتٍ يسكنُك
كحُبٍّ
كحياةٍ
كمثلِ حكاياتي عن حُجُراتٍ جارحةِ الجدرانِ
ومقاهٍ ذرفتني مقاعدُها
.دمعةً وحيدة
قلبي
ذلكَ المعولُ
قلبُكَ
.هذا الحجر
من أجلِ وردةِ الحواس
.كانَ لا بُدَّ من خرابٍ هائل
حيث لا ظلال
لأنَّ البياضَ مربكٌ كوطنٍ عارٍ، سأبني في هذه البقعةِ من الفراغ بيتًا صغيرًا من خشبٍ ملوّن. نافذتاهُ تحدِّقان في وجوهٍ خلف الزجاج. بابُهُ يبتسم. ورغم أنَّهُ لا شمسَ هنا ولا أمطار، سأجعلُ من سقفِهِ قبَّعةً تعشِّشُ بين قشَّاتِها عصافيرُ نزفت على الأسلاكِ أجنحتَها. بلمسةٍ، سأمنحُ الخلفيَّةَ حديقةً بلا سياج وأنثرُ الكلمات زهورًا تتفتَّحُ بلمسة. لن أزحمَ بالأثاثِ منزلي. سأغادرُ الأشياءَ وأشباحَها إلى حيث لا ظلال.
.سعادتي في أن أقيمَ خارجَ المكان
x :
ما أكثر ما يُخيفُك؟ -
،أن أفقدَ بينَ يديك أُلفتَها *
.عُزلتي
فتحات في الهواء
اللحنُ يفضحُ عازفَهُ
وللمفاتيح
دائمًا
.أبواب
لكَ أن تُحكِمَ النافذة
أن تهشَّ جناحَ الروحِ
.كذبابة
سأدخلُ من فتحاتٍ في الهواءِ
.وتزاحمُك على البيانو أصابعي
ٌللضحكِ خفَّةٌ خادعة
.مثلما لحروفك أقنعتها
ظلُّ النمرِ
على جدارك
.يرتعش
يكفي
أن أعرفَ
أنَّك هنا
وأنَّ الفاصلةَ التي بين اسْمينا
.ملاكٌ محايد
عاشقان و تفّاحة
،لسْنا عاشقًا ومعشوقًا
وليستِ الأرضُ
يابسةً
.ومياهًا
مثلُ هذا التقسيمِ
يُحَتِّمُ شمالاً وجنوبًا
شرقًا وغربًا
ليلاً ونهارًا
كلابًا وقِططًا
قِطَطًا وعصافيرَ
عالمًا حقيقيًّا وآخرَ من وهمٍ
جبالاً تعلو بوحدتِها
.وعُزلةَ أصدافٍ في الأعماق
نحنُ عاشقان
وعناقُنا كوكبٌ مكتملٌ
.كالتُفَّاحةِ التي لا تعرفُ مكانَ خَدِّها
حنان بمرارة الحنين
من نافذةٍ صغيرةٍ، بيضاء
لإطارِها لونُ يومٍ مُهملٍ في المطر
أُطِلُّ على غربةِ يديك
ٍبحكاياتٍ عن مشربيَّاتٍ قديمة
حَفَرَ خشبَها الهواءُ
.لوّحَتْها الشمسُ بسُكَّرٍ محروق
كان ذلك في مدينةٍ سكنتني
بحاراتها
وبيوتها
.وفوانسيها الملوَّنة
:أضحكُ إذ تقولُ
لو كنتُ أعلم ُ أنَّ اليوم عيد ميلادك"
."لقدَّمتُ قلبي قطعةَ حلوى
.أبكي لأنَّ حنانَك بمرارةِ الحنين
) :
الحلمُ يُجمِّلُها
التَصَوُّرُ يقتلُها
الروحُ التي تعبرُ نافذتي
،غيمةً
.يقينُها دمعةٌ في كَفِّي
إسم مرادف للألم
شتاءٌ قديمٌ
وغُرْفَةٌ بشحوبِ الدمعةِ
.تتطايرُ في رعشةِ جدرانِها فراشاتٌ سوداء
،ظلالُ كلماتٍ عابرةٍ
.إسمٌ مرادفٌ للألم
أينَ ينامُ
في عاصفةٍ كهذِهِ
أطفالُ الشوارعِ
وكلابُها
.والقطط؟
.أُنْصِت
،أمطارٌ بغزارةِ الدمْعِ
طَرقاتٌ مُوحِلةٌ
على قضبانِ نافذةٍ مُوصدةِ الأصابع
.سيُشقِّقُ البردُ أكُفَّها
في داخلي جدرانٌ
وأجنحةٌ قاتمةٌ تتخبَّطُ
.لعلَّها تُغادِرُ جثثَ الطيورِ في عيني
مصباحٌ عاجزٌ
في أقصى العتمةِ
،يرتجفُ
زجاجًا رهيفًا من جلدِ القمرِ
.صفيحًا صدِئَ في تجاعيدِهِ النور
أغفو
طينًا مالحًا
تعبَ مدينةٍ تؤرجِحُها الرياحُ
بينَ جُرْحِ جبلٍ
.وبحرٍ غريق
بصوتٍ بمذاقِ السكَّرِ، أحلُمُ
بشجرةِ تُفَّاحٍ
.يُقَبِّلُ المحرومونَ من فاكهةِ الفرحِ خدودَها
ظلاًّ لمصباحي، أنطفئُ
:أنينًا مخنوقًا يصرخُ
لا تُغْمِضي"
أيَّتُها المرآةُ
،أيَّتُها المرأةُ العاريةُ في مَسامِ الحجر
أريدُ أن أسمعَ الشمسَ
."ترقصُ في عينيكِ
الحبّ في ليلة باردة
ما الذي بوِسْعِ ملاكٍ
أن يفعلَهُ
في ليلةٍ باردةٍ
كهذه؟
بإمكانِهِ
استخدامَ هالتِهِ
مدفأةً
هو الذي لا يملكُ من جسدِهِ
.إلاَّ القليل
عيناهُ الصغيرتانِ
حبَّتا كستناء
.(لكَ الأحلى، لي الدمعة)
جراحُهُ
سُكَّرٌ محروقٌ
لأجلِ أطفالٍ يتوسَّدونَ آثارَ المارَّةِ
.يلتحفونَ السماء
تحتَ المطرِ
.ترتعشُ أحلامُهُمْ والعظام
يستطيعُ أيضًا
أن يخبطَ جناحيهِ
نورًا ونارًا
وكأنَّهُ يهمُّ بالتحليقِ
.بعيدًا عن هذا الجحيم
كلُّ جناحٍ عاشقٌ
كلُّ خبطةٍ قُبلةٌ
توحِّدُ وحدتيْنا
ناثرةً نجومها
ضحكات وحبَّات كستناء
لأصابع تمتدُّ صوبَ عناقِنا
.شموعًا
دكّان الورد
.دُكَّانٌ في شارعٍ مهجور
،قرميدُهُ ناياتُ ريحٍ
.أقدامُهُ ملحٌ ذائبٌ في المطر
خلفَ الزجاج المُغَبَّش
،أوانٍ فارغةٌ
،شرائطُ غادرتْها الفراشاتُ
.مقصٌّ ملطَّخٌ بدمِ زهرة
وردةٌ معلَّقةٌ على البابِ
:تختصِرُ عناءَ الكلمات
."كُنَّا نبيعُ الوردَ، هُنا"
عكّاز من أنين النايات
أَمُرُّ
كغريبةٍ
.على ألمي
أُمَرِّرُ السَهْمَ
على جُرْحِ الكوكبِ
لعلَّني أُلامِسُ وردتَهُ
وأتبعُ، كما في قافلةٍ، زئبقَها
الأرواحُ الهادرةُ في دَمِ الآلةِ
.وفي أسلاكِ العروق
من مقعدٍ حافيَ الأقدامِ
أُحَدِّقُ في وهمي
عابرًا
من الرملِ
إلى غُبارِ الزمنِ
.على عُكَّازٍ من أنينِ النايات
،جلدُهُ معطفي القديمُ
في جيبِهِ
رسالةٌ من زمنٍ
كانت طوابعُهُ طيورًا
.سُعاتُهُ كانوا يطرقونَ بأجنحةٍ لهفةَ الأبواب
هو الأرضُ
،في خطواتِها الأخيرةِ
دمٌ قاتمُ
.يُجَمِّدُ الحمامَ في كفّيْه
أفتحُ نافذةً لا تعرفُ عن السماء شيئًا
ولا تتوقَّعُ، في هذا المُربَّعِ الخالي، مطرًا
.أو صوتَ إنسان
لكنَّكَ تُباغتُها
شِبْهَ جزيرةٍ
حيثُ لا أُفُقَ ولا مياه
غيمةً تضحكُ
.على كَتِفِ العدم
تُزْهِرُ الحافَّةُ
،ببنفسجِ يديك
.تُربكُ عُزلتي عصافيرُك
:تسأَلُ
"أينَ قلبك؟"
بكُلِّ ما تبقَّى
.من طفولةِ الكلمات
أنتفِضُ
غزالةً حمراءَ
.في غابةٍ من حروف
.قلوبٌ صامتَةٌ، على رعشةِ الكلماتِ، تنهمِر
رغم المفاتيح المتناسخة
لا تتلامسُ أصابعُنا
والعيونُ من زجاجٍ
،لا ترى
.فقط تحلم
الهياكلُ العظميّة
.لسنا إلاَّ قمصانها
( :
.الأرضُ بلغَتْ هاويتَها
،ما عادَتْ أمامَنا طُرُقٌ
والوقتُ الذي بحجمِ دمعةٍ
أقلَّ ممَّا نحتاجُ
كي نموتَ
.مُبتسمِين
سوزان عليوان
:كلمة السرّ
مصباح كفيف
( ;
من أنت؟ -
.مفتاحٌ فقدَ بابَه *
كوكب أحمر
.ما عادت لي رغبةٌ في أرض
،بلادُ الله ما عادت واسعة
الأرواحُ أيضًا ضاقت
.كأحذيةٍ قديمة
القارَّاتُ
القُرى
القلوبُ
.قبائلُ من القتلةِ والقتلى
الشمسُ جارحةٌ
.والليلُ، خُفَّاشًا، ينهشُ لحمَ النجوم
الجثثُ هنا أكثر من الزهور
وساقيةُ الدم
.لا تكُفُّ عن الدوران
غبار هذا الجسد
أتساقطُ
أوراقًا عُرْيُها الأشجارُ
لأرافقَكِ
إلى حيثُ لا عُمقَ ولا صدى
.أيَّتُها الدموع
في عينيكِ
أنهارٌ جارحةٌ
من صراخٍ
،وتعب
.أمطارُكِ قانية
.لكِ، غبارُ هذا الجسد
لرذاذِكِ المرعوبِ من تدفُّقِهِ
أفتحُ كفيَّ
كدفَّتيِّ كتابٍ
مثلَ عينين
.وأتهاوى
،كأنَّ العالمَ بين يديَّ
.كأنَّهُ علبة صغيرة
الروح في مصيدتها
أفترضُ فضاءً وأدخلُ
أدخلُ احتمالَ المكان
المكانُ الذي لا يتَّسعُ لشجرةٍ
لطائرٍ
.لراحةِ يد
على الكرسيِّ نفسِهِ
كلَّ ليلةٍ
.والعالمُ من أمامي عابر
الفأرةُ في كفِّي
.الروحُ في مصيدتِها
بلوحِ زجاجٍ
أبدَلْتُ حياتي
والشمسَ التي لم تدُم طويلاً
.بأيقوناتِ مريم
كُلَّ ليلةٍ
ومن الكرسيِّ ذاتِهِ
.أغادرُ جسمي وصوتي والذاكرة
أبتكرُ مخلوقاتٍ ناعمةً
تبدِّدُ رتابةَ المربَّعات
:تضيءُ في الزوايا عزلتَها
زهرةَ حائطٍ
غزالةً من عينِ الدمعِ تشربُ
.قريةً من ترابٍ وقناديل
لا أحملُ
إلاَّ عينيَّ
،لأرى
لأتلمَّسَ في الظلامِ كائناتِهِ
أشعلُ قلبي
.مصباحًا كفيفًا
( :0
ما الذي يعنيهِ -
أن نتحادثَ
في خواءٍ كهذا؟
أن نُعيدَ إلى البياضِ صوتَهُ *
أن نعودَ
.إلينا
إستعارات خادعة
.كُلُّ شيءٍ مستعارٌ هنا
،الجدارُ والنافذة
،ظلالُ السقفِ
،البابُ الخادعُ بين فراغين
.إسمي ودمعةُ مِصباحِك
نافذة ما
لنفترضْ
أنَّها نافذةٌ
من خشبٍ محفورٍ
،وعصافير زجاج
الشاشةُ الباردةُ
دمعُ نجومٍ
بينَ اسْمينا
.تجمّد
لنفترضَ أنَّها جذورٌ
هذه الأسلاكُ المُمتدَّةُ
ِمن قلبِ الآلة
،إلى عروقِنا
وأنَّ أطرافَنا عبر المفاتيح تتشابكُ
أغصانًا
.عناقُها الأبواب
لنفترضَ بيتًا سقفُهُ الخلاء
(جدرانُهُ من جلدِنا / صمتُنا غفوةُ حارسِهِ)
وحديقةً يُسيِّجُها العشبُ
وفراشاتٍ مُرقَّعَةً بألوانِ المطر
ظلالُها نمورٌ نُفتِّتُ لأجلِها خُبزَ الأصابع
.والكلمات
لنفترضَ زمنًا لا يهربُ من الزمنِ
مكانًا لا يخافُ من المكان
بشرًا جميلين
طينُهُم ماءُ عيني
مذروفًا
.في غُبارِ ضحكاتِك
لنفترضَ حياةً أُخرى
خارجَ الجسدِ
وأبعدَ من الروح
ولنفترضْ
.أنَّها نافذةٌ ما
وردة الحواس
أمكنةٌ بعددِ أسمائك
والأطفالِ الذينَ يكنسونَ بضحكاتِهِم الشوارع
كانَ عليَّ أن أهدمَها
من أجلِ بيتٍ يسكنُك
كحُبٍّ
كحياةٍ
كمثلِ حكاياتي عن حُجُراتٍ جارحةِ الجدرانِ
ومقاهٍ ذرفتني مقاعدُها
.دمعةً وحيدة
قلبي
ذلكَ المعولُ
قلبُكَ
.هذا الحجر
من أجلِ وردةِ الحواس
.كانَ لا بُدَّ من خرابٍ هائل
حيث لا ظلال
لأنَّ البياضَ مربكٌ كوطنٍ عارٍ، سأبني في هذه البقعةِ من الفراغ بيتًا صغيرًا من خشبٍ ملوّن. نافذتاهُ تحدِّقان في وجوهٍ خلف الزجاج. بابُهُ يبتسم. ورغم أنَّهُ لا شمسَ هنا ولا أمطار، سأجعلُ من سقفِهِ قبَّعةً تعشِّشُ بين قشَّاتِها عصافيرُ نزفت على الأسلاكِ أجنحتَها. بلمسةٍ، سأمنحُ الخلفيَّةَ حديقةً بلا سياج وأنثرُ الكلمات زهورًا تتفتَّحُ بلمسة. لن أزحمَ بالأثاثِ منزلي. سأغادرُ الأشياءَ وأشباحَها إلى حيث لا ظلال.
.سعادتي في أن أقيمَ خارجَ المكان
x :
ما أكثر ما يُخيفُك؟ -
،أن أفقدَ بينَ يديك أُلفتَها *
.عُزلتي
فتحات في الهواء
اللحنُ يفضحُ عازفَهُ
وللمفاتيح
دائمًا
.أبواب
لكَ أن تُحكِمَ النافذة
أن تهشَّ جناحَ الروحِ
.كذبابة
سأدخلُ من فتحاتٍ في الهواءِ
.وتزاحمُك على البيانو أصابعي
ٌللضحكِ خفَّةٌ خادعة
.مثلما لحروفك أقنعتها
ظلُّ النمرِ
على جدارك
.يرتعش
يكفي
أن أعرفَ
أنَّك هنا
وأنَّ الفاصلةَ التي بين اسْمينا
.ملاكٌ محايد
عاشقان و تفّاحة
،لسْنا عاشقًا ومعشوقًا
وليستِ الأرضُ
يابسةً
.ومياهًا
مثلُ هذا التقسيمِ
يُحَتِّمُ شمالاً وجنوبًا
شرقًا وغربًا
ليلاً ونهارًا
كلابًا وقِططًا
قِطَطًا وعصافيرَ
عالمًا حقيقيًّا وآخرَ من وهمٍ
جبالاً تعلو بوحدتِها
.وعُزلةَ أصدافٍ في الأعماق
نحنُ عاشقان
وعناقُنا كوكبٌ مكتملٌ
.كالتُفَّاحةِ التي لا تعرفُ مكانَ خَدِّها
حنان بمرارة الحنين
من نافذةٍ صغيرةٍ، بيضاء
لإطارِها لونُ يومٍ مُهملٍ في المطر
أُطِلُّ على غربةِ يديك
ٍبحكاياتٍ عن مشربيَّاتٍ قديمة
حَفَرَ خشبَها الهواءُ
.لوّحَتْها الشمسُ بسُكَّرٍ محروق
كان ذلك في مدينةٍ سكنتني
بحاراتها
وبيوتها
.وفوانسيها الملوَّنة
:أضحكُ إذ تقولُ
لو كنتُ أعلم ُ أنَّ اليوم عيد ميلادك"
."لقدَّمتُ قلبي قطعةَ حلوى
.أبكي لأنَّ حنانَك بمرارةِ الحنين
) :
الحلمُ يُجمِّلُها
التَصَوُّرُ يقتلُها
الروحُ التي تعبرُ نافذتي
،غيمةً
.يقينُها دمعةٌ في كَفِّي
إسم مرادف للألم
شتاءٌ قديمٌ
وغُرْفَةٌ بشحوبِ الدمعةِ
.تتطايرُ في رعشةِ جدرانِها فراشاتٌ سوداء
،ظلالُ كلماتٍ عابرةٍ
.إسمٌ مرادفٌ للألم
أينَ ينامُ
في عاصفةٍ كهذِهِ
أطفالُ الشوارعِ
وكلابُها
.والقطط؟
.أُنْصِت
،أمطارٌ بغزارةِ الدمْعِ
طَرقاتٌ مُوحِلةٌ
على قضبانِ نافذةٍ مُوصدةِ الأصابع
.سيُشقِّقُ البردُ أكُفَّها
في داخلي جدرانٌ
وأجنحةٌ قاتمةٌ تتخبَّطُ
.لعلَّها تُغادِرُ جثثَ الطيورِ في عيني
مصباحٌ عاجزٌ
في أقصى العتمةِ
،يرتجفُ
زجاجًا رهيفًا من جلدِ القمرِ
.صفيحًا صدِئَ في تجاعيدِهِ النور
أغفو
طينًا مالحًا
تعبَ مدينةٍ تؤرجِحُها الرياحُ
بينَ جُرْحِ جبلٍ
.وبحرٍ غريق
بصوتٍ بمذاقِ السكَّرِ، أحلُمُ
بشجرةِ تُفَّاحٍ
.يُقَبِّلُ المحرومونَ من فاكهةِ الفرحِ خدودَها
ظلاًّ لمصباحي، أنطفئُ
:أنينًا مخنوقًا يصرخُ
لا تُغْمِضي"
أيَّتُها المرآةُ
،أيَّتُها المرأةُ العاريةُ في مَسامِ الحجر
أريدُ أن أسمعَ الشمسَ
."ترقصُ في عينيكِ
الحبّ في ليلة باردة
ما الذي بوِسْعِ ملاكٍ
أن يفعلَهُ
في ليلةٍ باردةٍ
كهذه؟
بإمكانِهِ
استخدامَ هالتِهِ
مدفأةً
هو الذي لا يملكُ من جسدِهِ
.إلاَّ القليل
عيناهُ الصغيرتانِ
حبَّتا كستناء
.(لكَ الأحلى، لي الدمعة)
جراحُهُ
سُكَّرٌ محروقٌ
لأجلِ أطفالٍ يتوسَّدونَ آثارَ المارَّةِ
.يلتحفونَ السماء
تحتَ المطرِ
.ترتعشُ أحلامُهُمْ والعظام
يستطيعُ أيضًا
أن يخبطَ جناحيهِ
نورًا ونارًا
وكأنَّهُ يهمُّ بالتحليقِ
.بعيدًا عن هذا الجحيم
كلُّ جناحٍ عاشقٌ
كلُّ خبطةٍ قُبلةٌ
توحِّدُ وحدتيْنا
ناثرةً نجومها
ضحكات وحبَّات كستناء
لأصابع تمتدُّ صوبَ عناقِنا
.شموعًا
دكّان الورد
.دُكَّانٌ في شارعٍ مهجور
،قرميدُهُ ناياتُ ريحٍ
.أقدامُهُ ملحٌ ذائبٌ في المطر
خلفَ الزجاج المُغَبَّش
،أوانٍ فارغةٌ
،شرائطُ غادرتْها الفراشاتُ
.مقصٌّ ملطَّخٌ بدمِ زهرة
وردةٌ معلَّقةٌ على البابِ
:تختصِرُ عناءَ الكلمات
."كُنَّا نبيعُ الوردَ، هُنا"
عكّاز من أنين النايات
أَمُرُّ
كغريبةٍ
.على ألمي
أُمَرِّرُ السَهْمَ
على جُرْحِ الكوكبِ
لعلَّني أُلامِسُ وردتَهُ
وأتبعُ، كما في قافلةٍ، زئبقَها
الأرواحُ الهادرةُ في دَمِ الآلةِ
.وفي أسلاكِ العروق
من مقعدٍ حافيَ الأقدامِ
أُحَدِّقُ في وهمي
عابرًا
من الرملِ
إلى غُبارِ الزمنِ
.على عُكَّازٍ من أنينِ النايات
،جلدُهُ معطفي القديمُ
في جيبِهِ
رسالةٌ من زمنٍ
كانت طوابعُهُ طيورًا
.سُعاتُهُ كانوا يطرقونَ بأجنحةٍ لهفةَ الأبواب
هو الأرضُ
،في خطواتِها الأخيرةِ
دمٌ قاتمُ
.يُجَمِّدُ الحمامَ في كفّيْه
أفتحُ نافذةً لا تعرفُ عن السماء شيئًا
ولا تتوقَّعُ، في هذا المُربَّعِ الخالي، مطرًا
.أو صوتَ إنسان
لكنَّكَ تُباغتُها
شِبْهَ جزيرةٍ
حيثُ لا أُفُقَ ولا مياه
غيمةً تضحكُ
.على كَتِفِ العدم
تُزْهِرُ الحافَّةُ
،ببنفسجِ يديك
.تُربكُ عُزلتي عصافيرُك
:تسأَلُ
"أينَ قلبك؟"
بكُلِّ ما تبقَّى
.من طفولةِ الكلمات
أنتفِضُ
غزالةً حمراءَ
.في غابةٍ من حروف
.قلوبٌ صامتَةٌ، على رعشةِ الكلماتِ، تنهمِر
رغم المفاتيح المتناسخة
لا تتلامسُ أصابعُنا
والعيونُ من زجاجٍ
،لا ترى
.فقط تحلم
الهياكلُ العظميّة
.لسنا إلاَّ قمصانها
( :
.الأرضُ بلغَتْ هاويتَها
،ما عادَتْ أمامَنا طُرُقٌ
والوقتُ الذي بحجمِ دمعةٍ
أقلَّ ممَّا نحتاجُ
كي نموتَ
.مُبتسمِين