.القاهرة، 1996
.لوحة الغلاف مُهداة من الفنّان مجدي نجيب
لي خلف المجرَّات إخوة
وعلى الأرض أصدقاء
تُؤَرْجحُني
في فضاءٍ
كملاكٍ
لَهُ
خلفَ المجرّاتِ
إخوةٌ
وعلى الأرضِ
.أصدقاء
أغنيةُ آخرِ المساءِ وأوّلِ الليلِ
تهزّ
في الروحِ
أغصانًا
تطيّرُ الموتَ
.تطربُ الصمت
ضَحِكُ الأصحابِ
يقودني لبكاءٍ منسيّ
لأدراجٍ مغلقةٍ على أطفالٍ
يشعلونَ دموعَهُمْ
.ليستأنسوا
الدخانُ
وطنٌ
في الخلاءِ
.يتلاشى
الجرحُ
قمرٌ برتقاليٌّ
تشعلُهُ الجمرةُ
.ليتجلّى
الماءُ يضحكُ
.وحيدًا في القاع
الأصحابُ
يضحكونَ
عاليًا
.يلامسونَ الفرح
الفوانيسُ
والنباتاتُ
مُدلّاةٌ من السقفِ
.ظلاًّ لجنّةٍ بعيدة
أيقوناتُ الغربةِ
مُدلّاةٌ من جبيني
ضوءًا
لعتمةٍ
.صرفتُ في سوادِها طفولتي
بكاءُ النهرِ خَفَتَ
.يبدو أنّ الأسماكَ نامت
الريحُ
.ما زالت تهدهدُنا
.هل نغفو؟
كنقطة عتمة في الضوء
بإمكانِ كُلٍّ منّا
.ألاّ ينامَ وحيدًا
لماذا لا تحرّكُ مقبضَ بابي
في هذه اللحظةِ
وتدخلُ
كضوءٍ
في العتمة؟
تجلسُ إلى حافةِ سريري
تعيشُ أرقي
والقهوةَ
وموسيقى روحٍ تجلَّت؟
لماذا لا تأتي
كنجمةٍ بردانةٍ
تختبئُ تحت لحافي؟
قلبي يتيمٌ
كنقطةِ عتمةٍ
.في الضوء
لماذا لا تفاجئني
وتحرّكُ مقبضَ البابِ
فالستائرَ
فعدّةَ القهوةِ
وجهازَ التسجيل؟
لديَّ صمتٌ كثيرٌ
وبنٌّ رائعٌ
واسطواناتٌ مجنونةٌ
.أعرفُ أنّك تُحبُّها
أرجوحة النعاس
نَمْ
كملاكٍ
كموسيقى خافتةٍ
.كقُبْلَةِ بحر
حبيبي
.أيقونتي المكسورة
لأجلِكَ
يداي
،كتابٌ لحكايا الأطفالِ
صوتي
.فانوس
نَمْ
عميقًا
.كأرقي
أرى مقهى حميمًا
كصَدَفَةٍ
.وسطَ مُحيط
أرى أطفال
يصنعونَ
من قصائدِنا
.زوارقَ دمع
أرى أجنحتَهُمْ
تلامسُ سطحَ بكائنا
ترتعشُ
.تهوي
أرى العالمَ
.حجرةً زرقاء
هل ترى
ما أرى؟
العالمُ
يبدأُ من أهدابي
وعندَ شاطئيكَ
.ينتهي
هل تراني
في المرايا
أحبُّكَ
وأهذي؟
نَمْ
كرغبةٍ قديمةٍ
كمدينةٍ
.على هُدْبِ إله
أرجوحةُ النعاسِ
.لا تتّسعُ لاثنين
الكوكب الآخر
أضئني
،زهرةَ عبّادِ شمس
غيابُكَ
.مقبرةٌ مهجورة
*
يدُكَ الصغيرةُ
جسرٌ
بينَ الجنّاتِ
،وبيني
عيناكَ
.دربي إلى الله
*
قلبي
،فراشةُ ليلٍ
عيناكَ
فانوسانِ يحترقانِ
.بالعبث
*
تعبرُني
كالريحِ
تبعثرُني
تمضي
وفي عينيكَ
.المجهول ذاته
*
.أسميكَ موتي
لمستُكَ العابرة
وحدَها
تجرّدُ وجهي
منه
ترسمُهُ
غروبًا
.في الخريف
*
قمرٌ ملوَّنٌ
لا يبكي
أطفالٌ لا يشيخون
.تلكَ مدينتي
الغريبة
حملتُ
نعشَ طفولتي
على كتفي
ومشيتُ
.في جنازةِ أحلامي
تبعني أطفالٌ
عصافيرُ
ظلّي
رافضًا أن يكونَ
ظلاًّ
.لطفلةٍ ميّتة
حملتُ النعشَ الصغيرَ
ومشيتُ
قابلتُ قلوبًا أعرفُها
،وجوهًا لا أذكرُها
مشيتُ
.لم يعرفني أحد
الفجرُ الشاحبُ
يشبهني
النهرُ الأخضرُ
يشبهُ ذبولَ عينيك
جرحُ الشمسِ
في الشروقِ
.لا يشبهُ أحدا
تتشابهُ حقائبُ السفر
التذاكرُ
المطاراتُ
وليالي الوحدةِ
.في ظلِّ قمرٍ غريب
تتشابهُ بطاقاتُ الأصدقاء
أمطارُ الشتاء
المقاهي
المتاجرُ
وجوهُ الناسِ
.في الزحام
وحدي أنا الغريبةُ
.لا أشبهُ أحدا
أطفالك
في ظلِّ نخيلِك
.نبتَ طفل
.اشتريتُ منه زهرة
تراكَ قرأتَ قصائدي؟
من ألوانِكَ
.وُلِدَتْ طفلة
.إعْتَلَتْ روحي مسرحًا
تراكَ سمعتَها؟
الريشةُ
بينَ أناملِكَ
عصفورٌ مبتلٌّ برذاذِ الجنّةِ
واحتمالاتُ القصيدة
جسرُ أطفالٍ و طيورٍ ونخيل
.بينَ سماءين
وجوه 1
لأنّكَ وحيدٌ
وروحَكَ شاحبةٌ
تلوّنُ وجوهَ أطفالِكَ بالمساحيق
ثمّ تجلسُ قبالتهم
.وتبكي
وجوه 2
طرقوا نافذتَهُ
لكنّهُ أطبقَ أهدابَهُ
واختبأ
من دموعهم
.خلفَ نظّارتيْه
.كم يخشى جرحَ المرايا
الليل
الريحُ
.مقعدُهُ الهزّاز
ما زالَ ينتظرُ
.أميرَهُ الجميل
أعدّ طاولةَ البدرِ
لعاشقيْن
فهل يولدُ طفلٌ
من لمسةٍ
في ظلّ النجوم؟
وحيدٌ
يبدءونَ حيثُ ينتهي
.لا أميرَ له
مسافة
ملاكٌ
.على حافةِ قمر
كثيرًا
ما راودَتْهُما
.رغبتُه
الأميرُ
متأرجحٌ
بينَ حرفٍ
.ولون
البنتُ
في حجرتِها
.تهدهدُ أطفالَه
لو أطلَّ من شرفتِهِ
لمحَها
.تقرؤه
لو عبرَتْ بعينيها النافذةَ
.شردَتْ في شرودِه
لو ارتمى الملاكُ
وارتطمَ بعتمةِ المسافةِ
.التقيا
مأساة المهرّج
الآنَ فقط
أحسستُ
بمأساةِ المهرّجِ
حينَ يفرغُ دمَهُ
كاملاً
في عروقِ النكتةِ
.ولا يضحكُ أحد
سقوط الملاك
.سقطَ الملاك
سقطتُ
من كوكبي الأخضر
.إلى صحرائهم
كلّما نزلَ ملاكٌ
إلى الأرضِ
بكَتْ
في الأفقِ
نجمةٌ
.وانطفأَت
شتاء
لم أكن أبكي
لكنَّ الأصحابَ
كانوا يختفونَ في عينيَّ
كأضواءِ السيّاراتِ
.تحتَ المطر
حبّ
تعثّرتُ بضوئكَ
.عثرتُ على ظلّي
غربة
بطاقتي
.مصباحٌ متدلٍّ من دمعة
قصائدي
.أطفالٌ شاحبون
ذاكرتي
نافذةٌ
.لا تطلّ
غربتي
غيمةٌ
.في يدِك
جرح
طفلاً محروقَ الوجنتيْن
يهرولُ
على الجسورِ المعتمةِ
هاربًا
من الرمادِ
.إلى الدخان
دمعة
طفلةً مبتلّةَ الثوبِ
تركضُ
من ضفّةِ النهرِ
.إلى عينيَّ
جناح
سأحملُ الطيرَ الأخضرَ
على كفّي
وأمضي
لعلَّ
ينبتُ لي
.جناحًا صغيرًا
الفرح العابر
غريبةٌ
مثلَ أيقونةٍ ملوّنةٍ
.في كنيسةٍ مظلمة
وحيدةٌ
كملاكٍ صغيرٍ مُدلَّى
.من شجرةِ ميلادٍ ميّتة
أحبُّكَ
.في الفرحِ العابر
ذكريات
صديقتي
ترى ذكرياتها
،أشباحًا
،أنا أراها ملائكةً
.وهنالك من لا يراها
عزلة
دفنتُ رأسي
.في ظلِّها
غرقتُ
بأهدابي
.في الفراغِ الأزرق
بكيتُ
مثلَ بحرٍ
.أغلقَ نوافذَه
أسطورة المطر
المطرُ
على نوافذِنا
.دمعُ أطفالٍ رحلوا
في السماءِ
يفتقدونَ أمّهاتِهِمْ
حجراتِهِمْ
دفاترَهُمْ
.ويبكون
قوسُ القزحِ
فرحةُ الأطفالِ ذاتِهِمْ
وقد ربّتَ اللّهُ على أكتافِهِمْ
.وابتسم
زمن الطفولة
(إلى أبي)
خذني
من يدي الصغيرةِ
إلى مدينتِكَ
مثلما كانَ الحزنُ يأخذني
.إلى مدرستي
رُدَّني
إلى ضفيرتي
.إلى مهري البنيّ الحزين
رُدَّني
إلى صورتي القديمةِ
.في مرآتي
خذني
حيثُ للأطفالِ
قلوبٌ ملوّنةٌ
وللأحصنةِ الخشبيّةِ
.أجنحة
.رُدَّني
Café de La Paix
الليلُ
شارعٌ طويلٌ
تبكي على أسفلتِهِ
.غربةُ المطر
الليلُ
متاجرُ مغلقةٌ
ورجلٌ حزينٌ
يلفُّهُ معطفٌ
.تلفُّهُ الريح
الليلُ
حانةٌ مخنوقةٌ
بالدخانِ
.والبكاء
رفاقُ الليلِ
مقعدٌ خاوٍ
زجاجةٌ فارغةٌ
ونبضٌ ممتلئٌ بال
.كحبّةِ المطر
قصائد
نجوْنا
من الغربةِ
.بأعجوبة
نجوْنا
.بقصائدِنا
نشور
حنّطتُ ذاكرتي
حاوطتُها
بالقصائد
والرسائل
بصورِ الأحبّةِ
،والأصدقاء
.أغلقتُ التابوت
ربما
تصحو ذاكرتي
من موتِها
.ذاتَ يوم
لا أريدُها
أن تكونَ وحيدةً
حينَها
.مثلي الآن
أريدُها أن تصحو
.في مملكتِها
شبّاك
للريحِ
لعصافيرَ الليلِ اليتيمة
لنجومٍ
أطفأَها المطر
أمدُّ يدي
عبرَ شبّاكي
لعلّي
أعثرُ
على قمري
.وألامسُ غيابَ يدِك
احتمالات مستحيلة
لو أنّ
هذا الدُبَّ القطنيَّ الحزين
،يبتسم
لو أنّ
هذه الأزهارَ الذابلةَ
،تبتسم
لو أنّ
صورتَكَ العابسةَ
فوقَ الجدارِ المعتمِ
،تبتسم
.أنامُ الليلة
لا ظلّ لي
أتكوّنُ
من ظلّكَ الصغيرِ
من شلاّلاتِ ضوئكَ
وعتمتِك
.لكنّني لا أُشْبِهُك
أزل
ليتني كنتُ
حينما كانت أمِّي
طفلةً حزينةً
تحتاجُ إلى صديقةٍ
.في مثلِ حزنِها
ليتني كنتُ هناك
أقاسمُها وحدتَها
يتمَها
وليتني كنتُ أكبرَ منها قليل
.لأكونَ أمَّها
الخروج من اللوحة
حينَ لامَسَتْ قدماي
أرضَ واقعِها
على السجّادةِ المجاورةِ
لسريري
خطوْتُ خارجَ اللوحةِ
التي رسمتُها لعمري
ومنذُ ذلكَ الصباح
وأنا أدورُ حولَ نفسي
كنقطةِ ضوءٍ
.على جدارٍ شفيف
زهرة ضوء
خرجَ
من صورتِهِ النائمةِ
.ملاكًا
أخرجني
من سريري
.وجسدي
التقينا
زهرةَ ضوءٍ
.على جرحِ طفلةٍ يتيمة
ضفيرة
تعانقْنا
في العتمةِ
كضفيرةٍ
.في شَعْرِ طفلة
قبَّلْتُ
دموعَكَ
.طويلاً
لامَسْتَ
يتمي
.بالماء
لمحتُ في عينيكَ
.أطفالاً يعبثونَ بكُراتِ الشمس
حيرة
هذه التعاسةُ الرماديّةُ
في عينيك
ما سرُّها؟
وماذا أستطيعُ أن أفعلَ
.كي ألوّنَها؟
شرفة
عيناكَ
مقعدانِ مهجورانِ
.على شرفةٍ مشمسة
ملامح
نجمةٌ
نقشَتْ
أغنيةً
.على فضّةِ البدر
جلسَتْ
قبالةَ مرآتِها
تحدّقُ
في ملامح الضوءِ الساكنِ
:تتساءلُ
.لماذا نولدُ بوجوه؟
التفاحة المسمومة
نائمةٌ على الأرضِ
كأميرةٍ
لكنَّ الأقزامَ السبعةَ
لا أثرَ لهم
.في الحجرة
عيناها
.بقايا شمعتيْن
نائمةٌ على الأرضِ
كظلّي
.كمرآتي المهشّمة
كغيمة
البنتُ الدامعةُ الخدّيْن
بَلَّتْ ذاكرتي
كمطرٍ
يجرحُ صدأَ بابٍ قديمٍ
لكنّها اختفَتْ
كغيمةٍ
خلّفَتْ صدأً جديدًا
.على البابِ الموصد
حجرة
سأفارقُ الذينَ أحبُّهُمْ
إلى حجرةٍ بعيدةٍ
خاويةٍ منّي
تملؤها صورُهُمْ
وتذكاراتُهُمْ
حيثُ ينتظرُني
.موتٌ أكيد
خيانة
(إلى فوزي عبد السلام)
الليلُ
لا يتّسعُ
.لأرقي
البكاءُ
لا يتّسعُ
.لدمعي
أصدقائي
لا يتّسعونَ
.لي
وحدُهُ الموتُ
.يتّسع
إنتحار
من الطابقِ الثالثِ
للعتمةِ
.أطلُّ على موتي
أمِّي
.نجمةٌ شاحبة
أصدقائي
مصابيحُ مكسورةٌ
.تبكي على الجسور
أحبُّهم جميعًا
لكنَّ العتمةَ
.تُغريني
وعلى الأرض أصدقاء
تُؤَرْجحُني
في فضاءٍ
كملاكٍ
لَهُ
خلفَ المجرّاتِ
إخوةٌ
وعلى الأرضِ
.أصدقاء
أغنيةُ آخرِ المساءِ وأوّلِ الليلِ
تهزّ
في الروحِ
أغصانًا
تطيّرُ الموتَ
.تطربُ الصمت
ضَحِكُ الأصحابِ
يقودني لبكاءٍ منسيّ
لأدراجٍ مغلقةٍ على أطفالٍ
يشعلونَ دموعَهُمْ
.ليستأنسوا
الدخانُ
وطنٌ
في الخلاءِ
.يتلاشى
الجرحُ
قمرٌ برتقاليٌّ
تشعلُهُ الجمرةُ
.ليتجلّى
الماءُ يضحكُ
.وحيدًا في القاع
الأصحابُ
يضحكونَ
عاليًا
.يلامسونَ الفرح
الفوانيسُ
والنباتاتُ
مُدلّاةٌ من السقفِ
.ظلاًّ لجنّةٍ بعيدة
أيقوناتُ الغربةِ
مُدلّاةٌ من جبيني
ضوءًا
لعتمةٍ
.صرفتُ في سوادِها طفولتي
بكاءُ النهرِ خَفَتَ
.يبدو أنّ الأسماكَ نامت
الريحُ
.ما زالت تهدهدُنا
.هل نغفو؟
كنقطة عتمة في الضوء
بإمكانِ كُلٍّ منّا
.ألاّ ينامَ وحيدًا
لماذا لا تحرّكُ مقبضَ بابي
في هذه اللحظةِ
وتدخلُ
كضوءٍ
في العتمة؟
تجلسُ إلى حافةِ سريري
تعيشُ أرقي
والقهوةَ
وموسيقى روحٍ تجلَّت؟
لماذا لا تأتي
كنجمةٍ بردانةٍ
تختبئُ تحت لحافي؟
قلبي يتيمٌ
كنقطةِ عتمةٍ
.في الضوء
لماذا لا تفاجئني
وتحرّكُ مقبضَ البابِ
فالستائرَ
فعدّةَ القهوةِ
وجهازَ التسجيل؟
لديَّ صمتٌ كثيرٌ
وبنٌّ رائعٌ
واسطواناتٌ مجنونةٌ
.أعرفُ أنّك تُحبُّها
أرجوحة النعاس
نَمْ
كملاكٍ
كموسيقى خافتةٍ
.كقُبْلَةِ بحر
حبيبي
.أيقونتي المكسورة
لأجلِكَ
يداي
،كتابٌ لحكايا الأطفالِ
صوتي
.فانوس
نَمْ
عميقًا
.كأرقي
أرى مقهى حميمًا
كصَدَفَةٍ
.وسطَ مُحيط
أرى أطفال
يصنعونَ
من قصائدِنا
.زوارقَ دمع
أرى أجنحتَهُمْ
تلامسُ سطحَ بكائنا
ترتعشُ
.تهوي
أرى العالمَ
.حجرةً زرقاء
هل ترى
ما أرى؟
العالمُ
يبدأُ من أهدابي
وعندَ شاطئيكَ
.ينتهي
هل تراني
في المرايا
أحبُّكَ
وأهذي؟
نَمْ
كرغبةٍ قديمةٍ
كمدينةٍ
.على هُدْبِ إله
أرجوحةُ النعاسِ
.لا تتّسعُ لاثنين
الكوكب الآخر
أضئني
،زهرةَ عبّادِ شمس
غيابُكَ
.مقبرةٌ مهجورة
*
يدُكَ الصغيرةُ
جسرٌ
بينَ الجنّاتِ
،وبيني
عيناكَ
.دربي إلى الله
*
قلبي
،فراشةُ ليلٍ
عيناكَ
فانوسانِ يحترقانِ
.بالعبث
*
تعبرُني
كالريحِ
تبعثرُني
تمضي
وفي عينيكَ
.المجهول ذاته
*
.أسميكَ موتي
لمستُكَ العابرة
وحدَها
تجرّدُ وجهي
منه
ترسمُهُ
غروبًا
.في الخريف
*
قمرٌ ملوَّنٌ
لا يبكي
أطفالٌ لا يشيخون
.تلكَ مدينتي
الغريبة
حملتُ
نعشَ طفولتي
على كتفي
ومشيتُ
.في جنازةِ أحلامي
تبعني أطفالٌ
عصافيرُ
ظلّي
رافضًا أن يكونَ
ظلاًّ
.لطفلةٍ ميّتة
حملتُ النعشَ الصغيرَ
ومشيتُ
قابلتُ قلوبًا أعرفُها
،وجوهًا لا أذكرُها
مشيتُ
.لم يعرفني أحد
الفجرُ الشاحبُ
يشبهني
النهرُ الأخضرُ
يشبهُ ذبولَ عينيك
جرحُ الشمسِ
في الشروقِ
.لا يشبهُ أحدا
تتشابهُ حقائبُ السفر
التذاكرُ
المطاراتُ
وليالي الوحدةِ
.في ظلِّ قمرٍ غريب
تتشابهُ بطاقاتُ الأصدقاء
أمطارُ الشتاء
المقاهي
المتاجرُ
وجوهُ الناسِ
.في الزحام
وحدي أنا الغريبةُ
.لا أشبهُ أحدا
أطفالك
في ظلِّ نخيلِك
.نبتَ طفل
.اشتريتُ منه زهرة
تراكَ قرأتَ قصائدي؟
من ألوانِكَ
.وُلِدَتْ طفلة
.إعْتَلَتْ روحي مسرحًا
تراكَ سمعتَها؟
الريشةُ
بينَ أناملِكَ
عصفورٌ مبتلٌّ برذاذِ الجنّةِ
واحتمالاتُ القصيدة
جسرُ أطفالٍ و طيورٍ ونخيل
.بينَ سماءين
وجوه 1
لأنّكَ وحيدٌ
وروحَكَ شاحبةٌ
تلوّنُ وجوهَ أطفالِكَ بالمساحيق
ثمّ تجلسُ قبالتهم
.وتبكي
وجوه 2
طرقوا نافذتَهُ
لكنّهُ أطبقَ أهدابَهُ
واختبأ
من دموعهم
.خلفَ نظّارتيْه
.كم يخشى جرحَ المرايا
الليل
الريحُ
.مقعدُهُ الهزّاز
ما زالَ ينتظرُ
.أميرَهُ الجميل
أعدّ طاولةَ البدرِ
لعاشقيْن
فهل يولدُ طفلٌ
من لمسةٍ
في ظلّ النجوم؟
وحيدٌ
يبدءونَ حيثُ ينتهي
.لا أميرَ له
مسافة
ملاكٌ
.على حافةِ قمر
كثيرًا
ما راودَتْهُما
.رغبتُه
الأميرُ
متأرجحٌ
بينَ حرفٍ
.ولون
البنتُ
في حجرتِها
.تهدهدُ أطفالَه
لو أطلَّ من شرفتِهِ
لمحَها
.تقرؤه
لو عبرَتْ بعينيها النافذةَ
.شردَتْ في شرودِه
لو ارتمى الملاكُ
وارتطمَ بعتمةِ المسافةِ
.التقيا
مأساة المهرّج
الآنَ فقط
أحسستُ
بمأساةِ المهرّجِ
حينَ يفرغُ دمَهُ
كاملاً
في عروقِ النكتةِ
.ولا يضحكُ أحد
سقوط الملاك
.سقطَ الملاك
سقطتُ
من كوكبي الأخضر
.إلى صحرائهم
كلّما نزلَ ملاكٌ
إلى الأرضِ
بكَتْ
في الأفقِ
نجمةٌ
.وانطفأَت
شتاء
لم أكن أبكي
لكنَّ الأصحابَ
كانوا يختفونَ في عينيَّ
كأضواءِ السيّاراتِ
.تحتَ المطر
حبّ
تعثّرتُ بضوئكَ
.عثرتُ على ظلّي
غربة
بطاقتي
.مصباحٌ متدلٍّ من دمعة
قصائدي
.أطفالٌ شاحبون
ذاكرتي
نافذةٌ
.لا تطلّ
غربتي
غيمةٌ
.في يدِك
جرح
طفلاً محروقَ الوجنتيْن
يهرولُ
على الجسورِ المعتمةِ
هاربًا
من الرمادِ
.إلى الدخان
دمعة
طفلةً مبتلّةَ الثوبِ
تركضُ
من ضفّةِ النهرِ
.إلى عينيَّ
جناح
سأحملُ الطيرَ الأخضرَ
على كفّي
وأمضي
لعلَّ
ينبتُ لي
.جناحًا صغيرًا
الفرح العابر
غريبةٌ
مثلَ أيقونةٍ ملوّنةٍ
.في كنيسةٍ مظلمة
وحيدةٌ
كملاكٍ صغيرٍ مُدلَّى
.من شجرةِ ميلادٍ ميّتة
أحبُّكَ
.في الفرحِ العابر
ذكريات
صديقتي
ترى ذكرياتها
،أشباحًا
،أنا أراها ملائكةً
.وهنالك من لا يراها
عزلة
دفنتُ رأسي
.في ظلِّها
غرقتُ
بأهدابي
.في الفراغِ الأزرق
بكيتُ
مثلَ بحرٍ
.أغلقَ نوافذَه
أسطورة المطر
المطرُ
على نوافذِنا
.دمعُ أطفالٍ رحلوا
في السماءِ
يفتقدونَ أمّهاتِهِمْ
حجراتِهِمْ
دفاترَهُمْ
.ويبكون
قوسُ القزحِ
فرحةُ الأطفالِ ذاتِهِمْ
وقد ربّتَ اللّهُ على أكتافِهِمْ
.وابتسم
زمن الطفولة
(إلى أبي)
خذني
من يدي الصغيرةِ
إلى مدينتِكَ
مثلما كانَ الحزنُ يأخذني
.إلى مدرستي
رُدَّني
إلى ضفيرتي
.إلى مهري البنيّ الحزين
رُدَّني
إلى صورتي القديمةِ
.في مرآتي
خذني
حيثُ للأطفالِ
قلوبٌ ملوّنةٌ
وللأحصنةِ الخشبيّةِ
.أجنحة
.رُدَّني
Café de La Paix
الليلُ
شارعٌ طويلٌ
تبكي على أسفلتِهِ
.غربةُ المطر
الليلُ
متاجرُ مغلقةٌ
ورجلٌ حزينٌ
يلفُّهُ معطفٌ
.تلفُّهُ الريح
الليلُ
حانةٌ مخنوقةٌ
بالدخانِ
.والبكاء
رفاقُ الليلِ
مقعدٌ خاوٍ
زجاجةٌ فارغةٌ
ونبضٌ ممتلئٌ بال
.كحبّةِ المطر
قصائد
نجوْنا
من الغربةِ
.بأعجوبة
نجوْنا
.بقصائدِنا
نشور
حنّطتُ ذاكرتي
حاوطتُها
بالقصائد
والرسائل
بصورِ الأحبّةِ
،والأصدقاء
.أغلقتُ التابوت
ربما
تصحو ذاكرتي
من موتِها
.ذاتَ يوم
لا أريدُها
أن تكونَ وحيدةً
حينَها
.مثلي الآن
أريدُها أن تصحو
.في مملكتِها
شبّاك
للريحِ
لعصافيرَ الليلِ اليتيمة
لنجومٍ
أطفأَها المطر
أمدُّ يدي
عبرَ شبّاكي
لعلّي
أعثرُ
على قمري
.وألامسُ غيابَ يدِك
احتمالات مستحيلة
لو أنّ
هذا الدُبَّ القطنيَّ الحزين
،يبتسم
لو أنّ
هذه الأزهارَ الذابلةَ
،تبتسم
لو أنّ
صورتَكَ العابسةَ
فوقَ الجدارِ المعتمِ
،تبتسم
.أنامُ الليلة
لا ظلّ لي
أتكوّنُ
من ظلّكَ الصغيرِ
من شلاّلاتِ ضوئكَ
وعتمتِك
.لكنّني لا أُشْبِهُك
أزل
ليتني كنتُ
حينما كانت أمِّي
طفلةً حزينةً
تحتاجُ إلى صديقةٍ
.في مثلِ حزنِها
ليتني كنتُ هناك
أقاسمُها وحدتَها
يتمَها
وليتني كنتُ أكبرَ منها قليل
.لأكونَ أمَّها
الخروج من اللوحة
حينَ لامَسَتْ قدماي
أرضَ واقعِها
على السجّادةِ المجاورةِ
لسريري
خطوْتُ خارجَ اللوحةِ
التي رسمتُها لعمري
ومنذُ ذلكَ الصباح
وأنا أدورُ حولَ نفسي
كنقطةِ ضوءٍ
.على جدارٍ شفيف
زهرة ضوء
خرجَ
من صورتِهِ النائمةِ
.ملاكًا
أخرجني
من سريري
.وجسدي
التقينا
زهرةَ ضوءٍ
.على جرحِ طفلةٍ يتيمة
ضفيرة
تعانقْنا
في العتمةِ
كضفيرةٍ
.في شَعْرِ طفلة
قبَّلْتُ
دموعَكَ
.طويلاً
لامَسْتَ
يتمي
.بالماء
لمحتُ في عينيكَ
.أطفالاً يعبثونَ بكُراتِ الشمس
حيرة
هذه التعاسةُ الرماديّةُ
في عينيك
ما سرُّها؟
وماذا أستطيعُ أن أفعلَ
.كي ألوّنَها؟
شرفة
عيناكَ
مقعدانِ مهجورانِ
.على شرفةٍ مشمسة
ملامح
نجمةٌ
نقشَتْ
أغنيةً
.على فضّةِ البدر
جلسَتْ
قبالةَ مرآتِها
تحدّقُ
في ملامح الضوءِ الساكنِ
:تتساءلُ
.لماذا نولدُ بوجوه؟
التفاحة المسمومة
نائمةٌ على الأرضِ
كأميرةٍ
لكنَّ الأقزامَ السبعةَ
لا أثرَ لهم
.في الحجرة
عيناها
.بقايا شمعتيْن
نائمةٌ على الأرضِ
كظلّي
.كمرآتي المهشّمة
كغيمة
البنتُ الدامعةُ الخدّيْن
بَلَّتْ ذاكرتي
كمطرٍ
يجرحُ صدأَ بابٍ قديمٍ
لكنّها اختفَتْ
كغيمةٍ
خلّفَتْ صدأً جديدًا
.على البابِ الموصد
حجرة
سأفارقُ الذينَ أحبُّهُمْ
إلى حجرةٍ بعيدةٍ
خاويةٍ منّي
تملؤها صورُهُمْ
وتذكاراتُهُمْ
حيثُ ينتظرُني
.موتٌ أكيد
خيانة
(إلى فوزي عبد السلام)
الليلُ
لا يتّسعُ
.لأرقي
البكاءُ
لا يتّسعُ
.لدمعي
أصدقائي
لا يتّسعونَ
.لي
وحدُهُ الموتُ
.يتّسع
إنتحار
من الطابقِ الثالثِ
للعتمةِ
.أطلُّ على موتي
أمِّي
.نجمةٌ شاحبة
أصدقائي
مصابيحُ مكسورةٌ
.تبكي على الجسور
أحبُّهم جميعًا
لكنَّ العتمةَ
.تُغريني