أوبرا ثاني أوركيد الحنين

تصفّحت ”بريد باريس“ نصوصًا فرادى ثمّ طالعت المخطوط كاملًا والقصاصات. كلّ نصّ يعطي المعنى حقّه من اللفظ كما يعطي الحرف حظّه من المعنى. الجملة القصيرة أراها سلطانة شِعرك، ناضجة كفاية لأن تقوم بذاتها أكثر من حاجتها للوصل من .غيرها، لكن كما دائمًا هي تؤجِّل بسحرٍ لحظة التماسك المطلوب في نصّها والبريد

كتابة الرسائل أوبرا قائمة على شعريّة الانفصال بين الآن والذاكرة لكن بلاغة الاتّصال بين الرسم والكلمات أعطى للألوان أجنحة وأضفى عليها ألق الحنين. جوهر البريد حنين، ولا أعرف شيئًا يفسّر الحنين ويغمضه كما تفعل زهرة الأوركيد.

”مظلّات ساحة الأوبرا“ فيها انحياز دافئ و جميل لمسرح الحياة على بعد خطوات صغيرة من عتبة قصر غارنييه الذي يحتضن مسرح الفنون السبعة:
”وجوهٌ بهُزالِ معاطفِنا. بلا عبءٍ يُذكر، عدا الذكريات التي تتراكمُ في أكياس هدايا.
المشهدُ ساحةُ لوحة: المقهى حيثُ تركْنا قلوبَنا. الفندقُ في ركنِ دمعة. غرباءُ غيرنا، تضيئُهم مظلّات، نحنُ الذينَ بأطلالِنا يسيلُ طَلُّ باريس.“

ختامًا أرى الذاكرة دالية، عناقيدها الحانية مرّ عنبها، لكن سيبقى ظِلّها عامرًا بالأنس والعرفان، ما دامت عقارب الحنين تدور وترقم.​

كريم آزاد
Instagram account: @kerim_azat