.بيروت، صيف 2010

ما يفوق الوصف.pdf |
حياة سابقة
يحدثُ
أن أقرأَ بالمصادفةِ
،شيئًا قديمًا كـتبتُهُ
وما عدتُ أشعرُ
أنَّهُ يشبهُ الشِّعْرَ كثيراً
.أو أنَّهُ، على الأقلِّ، يشبهُني
أن تقعَ يدي
على صورةٍ
بالأبيض والأسود
،لي
أو من نهاياتِ القرنِ الماضي
بذلكَ النحولِ الحالمِ
.بعينيْنِ واسعتينِ على العالم
أن أتذكَّرَ معطفًا
كليلٍ طويلٍ على الأكتاف
جلدي كانَ
،مخبئي وظلِّي
عطرًا عربيًّا كنتُ أستخدمُهُ
ويستوقفُ العابرينَ
ليسألوني عن اسمِهِ
،كما لو حبيبي
مقهًى على رصيفٍ
كُلَّ صباحٍ أرتادُهُ
،أُصادقُ عصافيرَهُ الثرثارة
شارعَ مطرٍ
تحتَ أشجارِهِ الصفراءِ أمشي
وسطَ الغرباءِ
.دونَ وجهةٍ أو مظلَّة
،أن أستعيدَ ضحكًا بعيدًا مع أصحاب
دموعًا نسيتُ أسبابَها
على وسادةٍ
في سريرٍ
.في إحدى حجراتي
تمرُّ المدنُ
الوجوهُ
،الصفحات
من أمامي تمرُّ مرآتي
.حياةً سابقة
ذكرى حقيبةٍ
أطيافُ ناسٍ وجدران
أصواتٌ متداخلةٌ
.علاقاتٌ ذائبة
لبرهةٍ
،يؤلمني غيابُكَ
وهل كانَ كُلُّ ما مضى
بتفاصيلِهِ الصغيرةِ
العابرة
سوى انتظارِك؟
أحبّك
.يوقظُني شغفٌ
.أفتحُ عينيَّ ونافذةَ قلبي كهدايا
أرى في جدارِ جيراننِا
.ما يجعلُني أبتسمُ لأحجار
أجدُ شجرتي
بعدَ العاصفةِ
.في مكانِها
أُدندنُ بلحنٍ بعيدٍ
.نسيتُ كلماتِه
أتذكَّرُ كيفَ كانَ العالمُ
.قبلَ أن يصطدمَ كطائرٍ بزجاج
أُرمِّمُ روحي
.تمثالَ الجسد
.أغفرُ لوجهي هذه التجاعيد
.أُسْقِطُ عن الشِّعْرِ هالتَه
أشتاقُ
أضحكُ
.أُحبُّ نفسي
.أحضنُ الأرض
أُسافرُ وأعودُ
.في خيطِ سَجَّادة
هدايا
صوتُكَ
:لأُردِّدَ مع صداكَ
أُحبُّكَ
عيناكَ
.لأراني دونما مرآة
لئلاَّ أنكسرَ
.أنفُكَ وكتفاك
قامتُكَ
.لئلَّا أنحنيَ لأحد
كي لا يغتربَ في سريرِنا قمرٌ
شعرُكَ
رموشُكَ
.شامتُكَ
دفءُ يديك
.لألمِسَ روحي
لأُودِّعَ قسوتي
.قلبُكَ الذي ليسَ حافَّةً
خطوتُكَ على الأرض
.ليستحقَّ عودتي ترابُها
قبّعة ساحر
،لو سقفٌ
،لو أربعةُ جدران
بابٌ بلا مِقبضٍ ونافذةٌ
.ولو على مقبرةٍ قديمة
لو سريرٌ
،ولو لشخصٍ واحدٍ
مُلاءةٌ ناصعةٌ
كما لو أنَّ الأحلامَ تبتسمُ
لو لوحةٌ
سويّاً
.نرسُمُها
،لو بيتٌ
،لو مدينةٌ
.لو شوارعُ طويلةٌ كأشواقِنا
لو لا تتدخَّلُ الأشجارُ
.حينَ نتشاجر
لو حياةٌ أخرى
تستحقُّ
،لو أنَّكَ لي
.لو أنَّ قلبي قبَّعةُ ساحر
حقائب زائدة
،الذينَ أُحبُّهُمْ
وصغارُكَ الذينَ
أشيخُ
.ولا يكبُرون
أُمَّهاتُكَ
أُوهامُكَ الناهيةُ
المغامراتُ المواربةُ دائماً
أيُّها الوحيدُ كشجرةٍ
.الكثيرُ مثلَ إله
الخوفُ
الكذبُ
الحبُّ
العلاقاتُ التي كعلاماتِ تعجُّبٍ
.العلاقاتُ التي كعلاماتِ استفهام
أشباحي
كتبي وعُقدي وأقفالي
.شرودي كغيمةٍ وسطَ الأصدقاء
،الجرحُ العميقُ كوجودٍ
السريرانِ
.المرآةُ أمامَ المرآة
،كُلُّ هذه الحقائب
والرحلةُ بالكاد
تتَّسعُ لراكبٍ
أخاف
،يدُكَ للوردِ
وكوردةٍ
.في الوحلِ أحياناً
،خطوتُكَ البيضاءُ على ثلجٍ
كم أخافُ
حينَ إلى الخرابِ تأخذُكَ
بهذا المِعطفِ الناصعِ
.الطويل
صوتُكَ الذي يقولُ
،إنَّهُ لي
كيفَ كعصفورٍ
على كُلِّ شجرة؟
لو أنَّ غيري يستحقُّ
،لما ابتسمتُ
لما أبكتْني
كالصغارِ
.غَيْرتي
أجنحة ولا تطير
سيَّارةٌ سوداءُ في الليلِ
على الجسرِ الواسعِ مُسْرِعَةٌ
إلى الموعدِ
.تحتَ المطر
الشارعُ الغارقُ في دموعِهِ
الشجرةُ العجوزُ
الغيمةُ الحارسةُ كملاكٍ
ذابت ملامحُهُ
.لِكَثْرَةِ ما بكى
.أعبرُ الخريفَ والخوف
بمعطفي أحتمي
.كالأطفالِ بأجنحةٍ لا تطير
في الفندقِ ذي النوافذِ الزرقاء
بستائره المُسْدَلَةِ دوماً
،رسائلُ مؤجَّلة
.في الأبيض
الممرُّ
المِصعدُ
مِنفضةُ الرملِ المذهَّبَة
.الموظَّفُ الذي لا يُلْقِي نظرةً أو ظلاًّ
أتجاهلُ المرآةَ
،في حذائي أُحدِّقُ
.ليس في العالم ما يستحقُّ الندم
،بيننا بابٌ
:لا بيتَ لنا
سقفٌ عالٍ
مَقعدٌ لعاشقيْنِ
زجاجةٌ مثلَّجةٌ
كأسانِ
سَجَّادةٌ قديمةٌ
بقعةُ قمرٍ
،سريرٌ من نحاس
.مطرٌ ينقرُ النافذة
في حِضنِكَ
في ضحكتِك
.أضنانيَ الشوقُ
إضاءةٌ خافتةٌ
.القربُ أيضاً جارح
واحد من صغارك
كالعشيقِ من النافذة
إلى غرفتِكِ
،يتسلَّلُ القمرُ
نصفَ غافٍ
خائفًا من الظلامِ ووحيدًا
بأمسِّ الحاجةِ إلى لمسةٍ
.كواحدٍ من صغارِك
يعلِّقُ الليلَ
،معطفًا على الكرسي
عن وجههِ يمسحُ
،مطرَ الطريق
يخلعُ ساعتَهُ وظلَّهُ
لعلَّهُ في سريرِكِ
.ينسى
مثلُ زوجٍ
،إلى جوارِكِ
حطَّابٌ مُنْهَكٌ
.نادم
مثلُ أُمٍّ أيَّـتُها الشجرةُ الطيِّبة
.برموشِكِ السمراء الساهرة
عاشقٌ
.يفضحُهُ الرماد
من السماءِ إلى الأرض
من أجلِ هذه اللحظة
.في حِضنِك
أشرب لأتذكّر
.عيناكَ العاريتانِ كدمعتيْن
النوافذُ المصلوبةُ على امتدادِ حائطٍ
وليلٍ
واحتمالاتٍ
.مع الستائرِ تؤرجحُني
،الوردةُ يدُكَ
.يدُكَ الأشواك
الصوتُ الرخيمُ
الخائفُ كبحرٍ
.من خلائه
ظِلُّكَ
إذ عن الأرضِ
،شالاً ترفعُهُ
.البردُ الأعمقُ من عظامِك
فِلِّينُ الزجاجاتِ الفارغةِ
:الأشياءُ الغارقةُ كأطفالٍ في حنانِك
الكؤوسُ المرهفةُ
مكعَّباتُ الفحمِ
المدينةُ الساهرةُ وبينَ نهديْها نهرٌ
قمرُ الشتاءِ المعلَّقُ
.مظلَّةٌ مفتوحةٌ فوقَ الغيوم
المطرُ المتردِّدُ مثلَ بدايةٍ
الندمُ المتأخِّرُ كما دائماً
.لعبةُ الكلامِ والكراسي
شارعُ الأشجارِ الطويل
.أصواتُ سيَّاراتٍ مُسْرِعَةٍ وسُكارى
وسادةٌ
بينَ ركبتِكَ ورأسي
.سوداء
،نسيانٌ ناصعٌ
.ذاكرةُ نبيذ
.كأنَّنا أتيْنا بعدَنا
جمال مجروح
ما في هطولِ المطرِ يدهشُني
وكأنَّـهُ في كُلِّ مرَّةٍ
.لأوَّلِ مرَّةٍ يسقطُ
ما يستوقفُني عميقًا
في وجوهِ التماثيلِ المبتسمةِ
.لعابرين
ما يأخذُني منِّي كخطوةٍ
.ما يأخذُني إليَّ كطريق
،ما يوقظُني لأحلُمَ
.ما لا يعرفُهُ عنِّي سوايَ
ما أخافُهُ
،الأملُ ربَّما
.ما يدفعُ النهرَ بعيدًا عن نفسِهِ
ما في الصدقِ من عصافيرَ
،ميِّتةٍ
وفي وحدتي
.من أشباح
،ما يكادُ يلامسُ السقفَ
ما بينَ قمرٍ وبئرٍ
.من مستحيل
ما يذهبُ بقطارٍ
،أبعدَ من القضبان
ما يشبهُ الغناءَ
.والمغفرة
ما يحرِّضُ حجرًا
على حياةٍ صغيرة
ونحوَ السواحلِ يمضي
ببحرٍ يلوِّحُ
.وحيتان
ما يُخْجِلُ الفأسَ
،وفزَّاعةَ الطيور
.ما يُعرِّيني حتَّى من دموعي
ما أودُّ قولَهُ
،دونَ أن يقاطعَني فراق
.ما في الكلامِ من عجزٍ عن الكلام
،ما يضيءُ الأرضَ كنجمةٍ
،ضحكتُكَ المكسورةُ
ما يفوقُ الوصفَ
.والاحتمال
كيف
،كُلَّما فكَّرْتُ في تركِكَ
كمن يكفرُ
بكلِّ ما يعرفُ
،ويحبُّ
أتذكَّرُ كيفَ
لسنواتٍ كابرْنا
قبلَ أن نقفَ
وجهًا لوجهِهِ
.وكأنَّنا للتوِّ نتعارف
كيفَ خلفَ نظَّارةٍ سوداءَ جلستَ
إسمي بصيغةِ سؤالٍ
ظلُّكَ مشتاقٌ
.على يدي
كيفَ من الفرحِ
قفزتُ عاليًا
من بينِ الناسِ والنراجيلِ
لألمسَ نجمةً
.تقترب
كيفَ لدقائقَ غفوتُ
والهاتفُ على صدري عصفورٌ
ننتظرُ صوتَكَ
.لأوَّلِ مرَّة
إلى الموعدِ الماطرِ
كيفَ سبقتُ السماءَ
والطريق
تملؤني الفراشاتُ
.وكأنَّني في العشرين
كيفَ في ومضةٍ مضى المساءُ
في زاويةِ المطعمِ الذي
كُلَّما مررتُ بشارعِهِ الطويلِ
شيءٌ في روحي كهاويةٍ
.نهاني عن المفارق
حيث الغيوم
من حنانِكَ
ترعبُني حِدَّةُ المنحنى
إلى رغبةٍ غامضةٍ فيكَ
في تحطيمِ
:كُلِّ ما أحبُّ
ملامحُكَ
مرآتُكَ
،قربُنا المسروق
،دفؤكَ كمعطفٍ موقَّتٍ عليَّ
أملُنا القليلُ
في أيَّامٍ
،أجملَ
نحنُ اللَّذانِ
لا تجمعُنا صورةٌ
.ولا طريق
كم من مرَّةٍ
بمعجزةٍ
،تجاوزتُها
،الحُفَرَ في روحِكَ والأسوارَ
دونَ أن أنكسرَ تمامًا
أو أفلتَ في الخوف
.يدي من يدي
ملامح روحي
في الخوف
،أعرفُكَ أكثر
حيثُ كُلُّ ما نخفيهِ
فجأةً
:في العراء
جلدُنا
عُقَدُنا
،الصناديقُ السوداءُ في أعماقِنا
من الدموعِ
،إلى العظام
مرورًا بالوجهِ الذي
أكثرَ من مرآتي في نهرٍ
أحبُّ ضحكتَهُ
.بينَ كفَّيَّ
على وسادة واحدة
ما الذي بوسعِ أنفاسِنا
في الغرفةِ المغلقةِ
المعتمة
غيرُ رفعِ السقفِ قليلاً
،عن أكتافِ المكان
،عن سريرٍ أسودَ ووسادةٍ
عن وجهِنا المشطورِ
وطَرَفَيْ ابتسامتِنا؟
بإمكانِها أيضًا
،توسيعُ النوافذِ مثلَ عيونٍ
لعلَّ الأحجارَ تدركُ
أشكالاً أشدَّ قسوةً
.لوجودِنا
ملتصقانِ
بكلِّ ما في الجلدِ من دفءٍ
.وموت
:ظهري لظهرِكَ
القلبُ
،يلامسُ القلبَ
،الفِقْراتُ في فراغِ الفقراتِ
والظلاَّنِ الشقيَّانِ
.طريقان
أنانيّة اثنين
يدُكَ / يدي
وإن تشابكتِ الأصابعُ
.جذورَ شجرتيْن
قلبُكَ / قلبي
،مهما اقتربْنا
الشخصُ ليسَ
.صورتَهُ في مرآة
صوتُكَ وصوتي
مع أنَّنا نردِّدُ
.الكلمةَ ذاتَها
خطوتي
خطوتُكَ الخائفة
.على طريقٍ، لوهلةٍ، واحدة
كم هو وحيدٌ
،الحبُّ
دائماً
.بصيغةِ المفرد
مرايا مسحورة
تكفي شجرةٌ
صفراءُ
لأستبقيَ الشمسَ
.في قلبي
:أغنيةٌ لأقولَ
.كُلُّ العصافيرِ صديقتي
غيمةٌ قريبةٌ
لألمسَ المطرَ
مظلَّةً
.طائرة
.ليلتانِ لأكتمل
"كلمةُ "حبّ
بحرفيْها القمرِيَّيْنِ
،وشَدَّتِها الساكنة
لأدركَ عمقَ عينيكَ كحجرٍ
والشبهَ الهائلَ
بينَ وجهي
.ووحدتي
ظلالك
،لا المطرُ المؤنسُ
ولا النجومُ مجتمعةً
بينَ زوايا نافذةٍ
.كأصدقاءٍ لأجلي
لا الشمسُ على جسرٍ
على نهرٍ
،على سفرٍ دائمٍ
ولا أشجارُ أيلول
.العاشقة
لا الرشفةُ الأولى
،من القهوةِ والبحر
ولا فراشاتُ الدخانِ الشفيفةُ
.فيَّ
،لا الشِّعْرُ ولا الألوان
ولا دهشةُ الأشياءِ التي
من ظلالِها
.أنحِتُ روحي ونظرتي
لا الناسُ
.لا المدنُ
.لا العالمُ في علبةٍ ملوَّنةٍ في عيدِ ميلادي
لا شيءَ
يعادلُ
.قربَك
أشيائي
بشالٍ
على غيمٍ
وناسٍ
وأحجار
يمضي الشتاءُ
،قطارًا قديمًا تحتَ المطر
وتبقى حلاوةُ مِعطفِكَ السُّكَّريّ
راسخةً في روحي
.لحظةَ طيران
نحوَ طُرُقِها
تمضي الطرقُ
متردِّدةً
،متعبة
وخطوتُكَ في قلبي واثقةٌ
.نجمةٌ على وجهِ نهر
تمضي الليالي
وولاَّعاتُكَ
في البيتِ المعتمِ
،مبعثرةٌ
تحثُّني
على العثورِ ثانيةً
.على ظلِّي
النهر
أكثرُ من حياةٍ
.وأقلُّ من حياةٍ، دائمًا
لا النبعُ
،ولا البحرُ البعيدُ
ولا الوجوهُ العابرةُ
في غيومٍ
.فوقَ دموعي
رُبَّما كانَ عليَّ
أن أحبَّ نفسي
.مثلَ نهر
قمر بقرب قُبلة
أهذا هو الليلُ ذاتُهُ؟
ذلكَ الذي
بلا طُرُقٍ
في ضبابٍ
نحوَ انتحاري
أينما اتَّجهت؟
سماءُ الليلةِ
شالٌ شفيفٌ على كتفيَّ
،مثلُ ورقِ هدايا يلفُّني
.القمرُ بقربِ قُبلة
لو أرفعُ يدي قليلاً
الغيمةُ قصيدةٌ
.على أطرافِ أصابعي
لو أغمضُ
،بينَ أجفانيَ النجومُ
وعينايَ كذراعيْنِ
تحضنانِ العالمَ
.معَ ضحكتِك
"اسأل روحك"
سبعُ نوافذَ
وما من نجمةٍ
ولو في انعكاسٍ
.على الزجاج
إسمُكَ
،مع مطرٍ خفيفٍ
ولا أنتَ
ولا أحد
.يسمعُ الأنين
نصفُ قمرٍ
وردٌ أصفرُ
ريحٌ تُصَفِّرُ في الحُفَرِ
سماءٌ كدمعةٍ كبيرةٍ
.مثلُ منديلٍ في يدي
أهذا هو الحبُّ يا أمَّ كلثوم؟
أكبر من دمعتي
نافذةٌ للتذكُّرِ
.أخرى للنسيان
،الروحُ تَرى
ليست من زجاجٍ
.لأنكسرَ في يدِك
رملٌ على رموشي
ماءٌ وملحٌ
،كأنَّني بحرٌ
المطرُ دائمًا
.خلفَ الشبابيك
الحافّة
قدمانِ حافيتان
لأتدفَّقَ
معَ نبضِ الأرضِ
.نحوَك
لأُحبَّ نفسي
في الطينِ
.كما في حِضنِك
لألمسَ
في طريقي إليك
.سطحَ موتي
لأحفِرَ بلحميَ
الاحتمالَ
.والمجرى
لعلَّني
مثلَ نهرٍ
،أنجو
ولا تدركُنا دمعةٌ
.ولا نهاية
أرجوحة
أعرفُ الألمَ
وأعلمُ
.أنَّني في أملي تماديت
أخذَني الهوى
.أبعدَ من خطوتي رُبَّما
أجلسُ الآنَ على حافَّةٍ
كأرجوحةٍ أدلِّي ساقيَّ
أغمضُ
.ولا ألوِّحُ لأحد
،الهاويةُ ورائي
وليسَ الغناءُ طريقاً
لأتوقَّفَ
أعداء أنفسنا
أُطْفِئُ العالمَ
سيجارةً في جلدي
وأُفكِّرُ طويلاً
،في أطفالِك
في أُمِّي التي
في زاويةٍ من البيتِ الواسعِ
،تشيخُ بشموخِ شجرةٍ
دونَ أن يخطرَ لأحدٍ
.أن يكنِسَ من حولِها الأزهار
تأخَّرَ الوقتُ كثيراً
،لنغرِسَها في الحديقةِ
حيثُ تنتظرُنا
حُفَرٌ
.وأقمار
مضى أيضًا أوانُ الوردِ
.في ضحكاتِ صغارِك
كم من العتمةِ
والألمِ العميقِ
،نحتاجُ
لنرى ما فعلناهُ
كأعداءٍ
.بأنفسِنا
مزق من حنانك
الأثوابُ أشلاءُ جثثٍ
،على زجاج
أكثرُ من مقصٍّ
والخزائنُ مفتوحةٌ
.فارغة
بخيطٍ أخيرٍ
بإبرةٍ لا تخاف
.أحوكُ جسدَكَ ثانيةً
،أرتِقُ القلبَ أوَّلاً
ثُمَّ أجمعُ
ما تبعثرَ منكَ
،حولَكَ
وحيثُ الفراغاتُ التي أحدثَها آخرون
أُقطِّعُ روحي
.رقعاً صغيرة
رقع بيضاء وسوداء
،كلاعبيْ شِطْرنج
كلاكُما
.في رأسِ الآخر
ليلٌ طويلٌ
،والمطرُ يرغمُنا على غناءٍ
تحتَ هذا السقفِ
بينَ هذه المربَّعات
.في هذا المثلَّثِ الجارح
في الغرفةِ الواسعةِ
حيثُ لا مرآةَ
.ولا سلالمَ إلى النجوم
لا أحدَ يفوزُ
أو يخسرُ
.سواي
زجاجةٌ
لِكُلِّ هذه الكؤوسِ
.المكسورة
،طريقٌ بمحاذاةِ طريق
.كأنَّني مع مرآتي أمشي
،القلبُ لا يُقْسَمُ
لكنَّها روحي
رقعٌ بيضاءُ وسوداءُ
احتمالٌ يسعُ الجميعَ
ولا يجرحُ
.إلاَّ نفسَهُ
الفلكيّ
،شاعرٌ في برجٍ من زجاج
بينَ النجومِ
.وسهرِ نوافذِنا
إلى حوافِّها
يطلقُ عصافيرَهُ السوداء
لتعودَ إلى أصابعِهِ
،بالتفاصيل
دونَ أن نلمحَها مرَّةً
على أيَّامِنا
.تتلصَّصُ
ليعودَ ويرويَها
مطرًا
،يدهشُنا
،كأنَّنا عشبٌ
،لأنَّنا في العمقِ أطفالٌ
ولأنَّ الأساطيرَ
.أجملُ من أبطالِها
سهر الورد
.الحديقةُ لا تنام
ترابُها
طيورُها
زهرُ الرُّمانِ
.سَرْوُ السياج
،لمجرَّدِ أنَّ شبَّاكَكَ مفتوحٌ
والضوءُ
:على هيئةِ عاشقٍ
ظلٌّ
على العشبِ
،في الندى
مكانُ قلبِهِ تمامًا
فراغُ
.فراشة
تمثال صغير مكسور
لأجلِكَ
أنحِتُ روحي
:ثانيةً
،عينانِ لا تبكيانِ كالأطفال
أنفٌ لا يكابرُ
.وينكسر
فمٌ أفتحُهُ
،فقط لأبتسمَ
ذراعانِ للعناقِ
.قدمانِ بيقينِ طريق
.أحُفُّ الجراحَ
أحُتُّ أسماءً
وأرقامًا قديمةً
وأشياءً لا أفهمُ
ماذا تفعلُ
إلى الآنَ
في روحي؟
داخل مرآتي
لأوَّلِ مرَّةٍ
أستطيعُ
،أن أشيرَ إليَّ
دونَ أن أخفِضَ صوتي
.أو أهدابي
في عينيكَ العميقتيْنِ
أراني
.أقرب
،المطرُ صديقي
،طريقي أحفِرُهُ
نحوَ أغنيتي تصاحبُني أشجارٌ
أطفالاً من ورقٍ
.قصائدَنا
العالمُ بأربعِ عيونٍ
،معك
.بلا دمعةٍ واحدة
أربع عيون ناعسة
I
هنا
وهناكَ
.بيتٌ أحمر
في كُلِّ حجرٍ
،وردةٌ مخبوءةٌ
مثلَنا المنازلُ
.مجروحة
بالحدائقِ تحتمي
بالقططِ
.والأطفال
،خلفَ أبوابِها أبدًا
.النافذةُ نزهتُها الوحيدة
II
،كأنَّنا المكانُ
.أربعةُ جدران
سقفٌ؟
أم أنَّنا فوقَ الدمعة؟
.أفيالٌ كثيرةٌ، في الغرفةِ، بيضاء
ضحكٌ
كؤوسٌ وكراسٍ
.أرضٌ تدور
،حارسانِ بيننا
لكنَّ ما بيننا سِحْرٌ
،يُخرجُ المفاتيحَ من مخابئها
يفتحُ الليلَ
شجرةً
لها ألفُ نافذةٍ
.وظلالٌ بدفءِ أطرافِنا
."أجملُ من كلمةِ "لا
كطفليْنِ
بأربعِ عيونٍ
.ناعسة
كيفَ نسرِقُ النورَ
من نارِهِ
دونَ أن نخلعَ الأقنعةَ
وخواتمَنا؟
القمرُ صديقُنا
.الغرابةُ لأقصاها
كأنَّنا نيامٌ
.وفي أكفِّنا بَواصِل
III
تمامًا
:كما في ذلكَ الحُلُمِ
.فَرَسان
كحبرٍ على ليلٍ
تحتَ سقفٍ عالٍ
.بينَ جدرانٍ عاشقة
في المقعدِ ذاتِهِ
،بثوبٍ أسودَ طويلٍ
وفمٍ
تقبِّلُهُ النسمةُ
لتحدِّدَ
بأحمرِ الشفاهِ
.ملامحَها
،كُحْلٌ غائمٌ
،كأسٌ نصفُ فارغةٍ
كلامٌ
،نصفُهُ تكرارٌ
مطرٌ قليلٌ على أوراقٍ
لقصيدةٍ
.أطولَ من عمري
،الأبوابُ احتمالاتٌ مفتوحة
من كُلِّ هذه الأرض
.أسكنُ مِساحةَ ظلِّك
IV
هذه يدي
كُلُّ ما أحملُهُ
،من حقائبِ الماضي
وهذه الليالي هداياك
كي أفتحَ قلبي
،واسعاً
،ليتكرَّرَ في كُلِّ مرآةٍ قمرٌ
لئلاَّ يسهرَ الوردُ
.وحيدًا مثلَ كتاب
ما يشبه فراشة
على ورقِ قِصديرٍ
.يغفو قمرُنا
نصفُ قمرٍ
.أو أقلّ
جمرُنا
،هذه النجومُ
.الأغاني تمنحُنا أنفاسَها
لو أنَّ الطيرانَ
يطولُ
،مثلَ غرقٍ
لو بوسعِنا
أن نرتفعَ
.فوقَ السماء
رُبَّما نعودُ
،بما ينقُصُ من عمرِنا
نعيدُهُ وجهًا
.يبادلُنا الكلام
نسيان
ما لم نعد
إلى أنفسِنا
،ننسبُهُ
من ناسٍ
.ونبيذ
.ذلكَ العالمُ البعيد
الأبوابُ المؤلمةُ
.وراءَنا
:كم يشبهُنا التذكُّرُ
في كُلِّ مرَّةٍ
،إلى النهرِ ذاتِهِ يأخذُنا
زمنًا
،بملامحِنا يجري
قمرًا
دائمًا
.في مكانِه
الرهان
هذه عزلتي
وهذه مرآتي
وهذا المختبئُ مثلَ ملاكٍ خلفَ المدى
ما كادَ أن يكونَ
يومَ أحببتُكَ
.جناحَنا
هؤلاءِ أطفالي
الذينَ
أُخْطِئُ أحيانًا
وأناديهم
.بغيرِ أسمائهم
ضَعفي
غُروري
.عِنادي
ما ينقصُني
،لأصبحَ نهرًا
ما يفيضُ بدمعٍ
.عن ضفافي
،تعرفُني كنفسي
إلاَّ أنَّني عنِ الحبِّ
.لا أعرفُ إلاَّ ضحكتَك
مرآة لا تتماهى تمامًا
قسوتي
.لأقصى ما يحتملُ القوس
الحنانُ
حتَّى أعمقِ قطرةٍ
.في بئري
."العجزُ عن كلمةِ "لا
العطاءُ الذي يعطِّلُني
في حُزمةِ حطبٍ
.عن ربيعي
غضبي
غَيْرتي
،رغبتي في كسرِنا مثلَ كأس
لأنَّني أخافُ
.لأنَّني أحبُّك
تنازلاتي
نزقي
،مكابرتي
كبريائي كملكٍ
.في غيرِ مكانِهِ
أبطالي الذينَ من ورقٍ
أُحرقُهُ
وأطيرُ
.أمامكَ كمرآة
بعيوبنا
بدموعٍ تكادُ
.أن تتطابق
غصن على تراب
بوجهٍ
من حجرِ القمرِ
وجسدٍ
،كشجرةٍ بعدَ المطر
على شرفةٍ قليلةٍ
لا تحتملُ
.سوى الغفران
،الغرفةُ غيمةٌ
.غفوتي من رماد
خلفَ النافذةِ
ليلٌ يطولُ
مدينةٌ
.مثلُ أميرةٍ نائمة
على الجثَّـةِ المخمورةِ
تُطلُّ
بأهدابٍ دامعةٍ
.برأفةِ غصنٍ على تراب
لوحةٌ على جدارٍ مجهول
صحنُ فاكهةٍ
.سكِّين
زجاجةٌ مقلوبةٌ
كأسانِ كغريقيْنِ بلا أذرعة
.فِلِّينةٌ طافية
،دمعتي على العالم
بكاؤكَ
.بوسعِ ما تَرى
.كلانا من طين
،أحدُنا يكذبُ
.كذلك الثاني
.كدتُ أطيرُ وحدي
أكثر من طريق
الشجرةُ شجرةٌ
،والعصافيرُ عصافيرُ
وهذا الذي أغلقَ الكتابَ
وعينيْهِ
عاشقٌ
.مُنْهَك
ألم يكن كافيًا
أن أكشفَ كُلَّ أوراقي؟
أن أُسْقِطَ الأقنعةَ
أعداءً
أمامَك؟
كوحشٍ
.اغتربتُ في جلدي
جرحتُ يدي
وجهي
وجودي
،حتَّى المصباحَ في روحي
وكانَ عليَّ
فقط أن أصدِّقَ قلبي
وأتَّسِعَ
.لأكثرَ من طريق
مروحة الألوان
لأنَّ الحاضرَ
،فراشةٌ في شعلة
لأنَّ اللحظةَ
،إثرَ لحظتِها ماضينا
.ألتقطُ لكَ صوراً كثيرة
لأنَّ عيني
،أضعفُ من ذاكرةٍ
وضحكتَكَ فضاءٌ
.لا يتكرَّر
في مروحةِ ألوانٍ
:تتفتَّحُ أمامي
أنتَ
منذُ أحببتُكَ
.حتَّى آخرِ مكالمةٍ بيننا
تفتحُ قلبي
.تفتحُ أفقاً
أكثرُ من ورقٍ
،هذه الصورُ
.أكثرُ من هدايا
كتابك
،على صفحةِ نهرٍ
على قُصاصةِ قمرٍ
.لاصقة
،على أوراقِ وردةٍ صفراء
.بينَ دِفَّتَيْ فراشة
على ألواحِ الليالي
،بحوافِّ نجومٍ
في قلبي كحَفْرٍ
.في حجرٍ قديم
أكثرُ من برعمٍ
.أقلُّ من عروة
ربيعٌ
.لأعمارٍ قادمة
الجسر
،أن أتذكَّرَ
أن أتخيَّلَ العالمَ
للحظةٍ
.من بعدِنا
.ليسَ الطريقُ ما يخيفُني
فقط
أن يأتيَ صباحٌ
،بلا صوتِكَ
أن تطولَ الليالي مثلَ أرقٍ
وأنامَ عميقاً
.مع الموتى
يد الغريق
كانَ بوسعِكَ
.إنقاذُ العالم
فقط
لو مددتَ يدَكَ
مَسافةَ ظلٍّ
كانَ بوسعِنا
أن نكونَ الضحكةَ
.والأبد
مثلَكَ
.تُربكُني صيغةُ الماضي
أنا أيضاً
.تؤلمُني كلماتي
،في الطيرانِ ارتعبتُ
ليسَ لأنَّ الفضاءَ فراغٌ
.ليسَ لأنَّ الوحلَ تحتي
فقط لأنَّني كبحرٍ
أغرقُ وأنجو
.بمُفردي
كأنّني أتذكّر
كأنَّني آخَرُ
،يراني ويروي
خيالٌ
أو نافذةٌ
.أو شاهدُ قبر
الذي أَحَبَّ وانتحرَ
،أحدٌ سوايَ
.كأنَّني أتذكَّر
بعيداً عن الأشياءِ التي
لا تشبهُ أسماءَها
ــ الخرائطُ والقصائدُ والدُّمَى ــ
أُغمضُ
.أغيب
لأوَّلِ مرَّةٍ
.أُسامحُ نفسي
لئلاَّ أسقطَ عن سطحِ القطارِ
،أقفزُ
أنفِضُ عنِّي
ما ليسَ منِّي
.أو لي
لم يكن صوتي
ليست بصماتي
،ثَمَّةَ من انتحلَ روحي وجَرَحَنا
.يا طيورُ أطلقيني
يحدثُ
أن أقرأَ بالمصادفةِ
،شيئًا قديمًا كـتبتُهُ
وما عدتُ أشعرُ
أنَّهُ يشبهُ الشِّعْرَ كثيراً
.أو أنَّهُ، على الأقلِّ، يشبهُني
أن تقعَ يدي
على صورةٍ
بالأبيض والأسود
،لي
أو من نهاياتِ القرنِ الماضي
بذلكَ النحولِ الحالمِ
.بعينيْنِ واسعتينِ على العالم
أن أتذكَّرَ معطفًا
كليلٍ طويلٍ على الأكتاف
جلدي كانَ
،مخبئي وظلِّي
عطرًا عربيًّا كنتُ أستخدمُهُ
ويستوقفُ العابرينَ
ليسألوني عن اسمِهِ
،كما لو حبيبي
مقهًى على رصيفٍ
كُلَّ صباحٍ أرتادُهُ
،أُصادقُ عصافيرَهُ الثرثارة
شارعَ مطرٍ
تحتَ أشجارِهِ الصفراءِ أمشي
وسطَ الغرباءِ
.دونَ وجهةٍ أو مظلَّة
،أن أستعيدَ ضحكًا بعيدًا مع أصحاب
دموعًا نسيتُ أسبابَها
على وسادةٍ
في سريرٍ
.في إحدى حجراتي
تمرُّ المدنُ
الوجوهُ
،الصفحات
من أمامي تمرُّ مرآتي
.حياةً سابقة
ذكرى حقيبةٍ
أطيافُ ناسٍ وجدران
أصواتٌ متداخلةٌ
.علاقاتٌ ذائبة
لبرهةٍ
،يؤلمني غيابُكَ
وهل كانَ كُلُّ ما مضى
بتفاصيلِهِ الصغيرةِ
العابرة
سوى انتظارِك؟
أحبّك
.يوقظُني شغفٌ
.أفتحُ عينيَّ ونافذةَ قلبي كهدايا
أرى في جدارِ جيراننِا
.ما يجعلُني أبتسمُ لأحجار
أجدُ شجرتي
بعدَ العاصفةِ
.في مكانِها
أُدندنُ بلحنٍ بعيدٍ
.نسيتُ كلماتِه
أتذكَّرُ كيفَ كانَ العالمُ
.قبلَ أن يصطدمَ كطائرٍ بزجاج
أُرمِّمُ روحي
.تمثالَ الجسد
.أغفرُ لوجهي هذه التجاعيد
.أُسْقِطُ عن الشِّعْرِ هالتَه
أشتاقُ
أضحكُ
.أُحبُّ نفسي
.أحضنُ الأرض
أُسافرُ وأعودُ
.في خيطِ سَجَّادة
هدايا
صوتُكَ
:لأُردِّدَ مع صداكَ
أُحبُّكَ
عيناكَ
.لأراني دونما مرآة
لئلاَّ أنكسرَ
.أنفُكَ وكتفاك
قامتُكَ
.لئلَّا أنحنيَ لأحد
كي لا يغتربَ في سريرِنا قمرٌ
شعرُكَ
رموشُكَ
.شامتُكَ
دفءُ يديك
.لألمِسَ روحي
لأُودِّعَ قسوتي
.قلبُكَ الذي ليسَ حافَّةً
خطوتُكَ على الأرض
.ليستحقَّ عودتي ترابُها
قبّعة ساحر
،لو سقفٌ
،لو أربعةُ جدران
بابٌ بلا مِقبضٍ ونافذةٌ
.ولو على مقبرةٍ قديمة
لو سريرٌ
،ولو لشخصٍ واحدٍ
مُلاءةٌ ناصعةٌ
كما لو أنَّ الأحلامَ تبتسمُ
لو لوحةٌ
سويّاً
.نرسُمُها
،لو بيتٌ
،لو مدينةٌ
.لو شوارعُ طويلةٌ كأشواقِنا
لو لا تتدخَّلُ الأشجارُ
.حينَ نتشاجر
لو حياةٌ أخرى
تستحقُّ
،لو أنَّكَ لي
.لو أنَّ قلبي قبَّعةُ ساحر
حقائب زائدة
،الذينَ أُحبُّهُمْ
وصغارُكَ الذينَ
أشيخُ
.ولا يكبُرون
أُمَّهاتُكَ
أُوهامُكَ الناهيةُ
المغامراتُ المواربةُ دائماً
أيُّها الوحيدُ كشجرةٍ
.الكثيرُ مثلَ إله
الخوفُ
الكذبُ
الحبُّ
العلاقاتُ التي كعلاماتِ تعجُّبٍ
.العلاقاتُ التي كعلاماتِ استفهام
أشباحي
كتبي وعُقدي وأقفالي
.شرودي كغيمةٍ وسطَ الأصدقاء
،الجرحُ العميقُ كوجودٍ
السريرانِ
.المرآةُ أمامَ المرآة
،كُلُّ هذه الحقائب
والرحلةُ بالكاد
تتَّسعُ لراكبٍ
أخاف
،يدُكَ للوردِ
وكوردةٍ
.في الوحلِ أحياناً
،خطوتُكَ البيضاءُ على ثلجٍ
كم أخافُ
حينَ إلى الخرابِ تأخذُكَ
بهذا المِعطفِ الناصعِ
.الطويل
صوتُكَ الذي يقولُ
،إنَّهُ لي
كيفَ كعصفورٍ
على كُلِّ شجرة؟
لو أنَّ غيري يستحقُّ
،لما ابتسمتُ
لما أبكتْني
كالصغارِ
.غَيْرتي
أجنحة ولا تطير
سيَّارةٌ سوداءُ في الليلِ
على الجسرِ الواسعِ مُسْرِعَةٌ
إلى الموعدِ
.تحتَ المطر
الشارعُ الغارقُ في دموعِهِ
الشجرةُ العجوزُ
الغيمةُ الحارسةُ كملاكٍ
ذابت ملامحُهُ
.لِكَثْرَةِ ما بكى
.أعبرُ الخريفَ والخوف
بمعطفي أحتمي
.كالأطفالِ بأجنحةٍ لا تطير
في الفندقِ ذي النوافذِ الزرقاء
بستائره المُسْدَلَةِ دوماً
،رسائلُ مؤجَّلة
.في الأبيض
الممرُّ
المِصعدُ
مِنفضةُ الرملِ المذهَّبَة
.الموظَّفُ الذي لا يُلْقِي نظرةً أو ظلاًّ
أتجاهلُ المرآةَ
،في حذائي أُحدِّقُ
.ليس في العالم ما يستحقُّ الندم
،بيننا بابٌ
:لا بيتَ لنا
سقفٌ عالٍ
مَقعدٌ لعاشقيْنِ
زجاجةٌ مثلَّجةٌ
كأسانِ
سَجَّادةٌ قديمةٌ
بقعةُ قمرٍ
،سريرٌ من نحاس
.مطرٌ ينقرُ النافذة
في حِضنِكَ
في ضحكتِك
.أضنانيَ الشوقُ
إضاءةٌ خافتةٌ
.القربُ أيضاً جارح
واحد من صغارك
كالعشيقِ من النافذة
إلى غرفتِكِ
،يتسلَّلُ القمرُ
نصفَ غافٍ
خائفًا من الظلامِ ووحيدًا
بأمسِّ الحاجةِ إلى لمسةٍ
.كواحدٍ من صغارِك
يعلِّقُ الليلَ
،معطفًا على الكرسي
عن وجههِ يمسحُ
،مطرَ الطريق
يخلعُ ساعتَهُ وظلَّهُ
لعلَّهُ في سريرِكِ
.ينسى
مثلُ زوجٍ
،إلى جوارِكِ
حطَّابٌ مُنْهَكٌ
.نادم
مثلُ أُمٍّ أيَّـتُها الشجرةُ الطيِّبة
.برموشِكِ السمراء الساهرة
عاشقٌ
.يفضحُهُ الرماد
من السماءِ إلى الأرض
من أجلِ هذه اللحظة
.في حِضنِك
أشرب لأتذكّر
.عيناكَ العاريتانِ كدمعتيْن
النوافذُ المصلوبةُ على امتدادِ حائطٍ
وليلٍ
واحتمالاتٍ
.مع الستائرِ تؤرجحُني
،الوردةُ يدُكَ
.يدُكَ الأشواك
الصوتُ الرخيمُ
الخائفُ كبحرٍ
.من خلائه
ظِلُّكَ
إذ عن الأرضِ
،شالاً ترفعُهُ
.البردُ الأعمقُ من عظامِك
فِلِّينُ الزجاجاتِ الفارغةِ
:الأشياءُ الغارقةُ كأطفالٍ في حنانِك
الكؤوسُ المرهفةُ
مكعَّباتُ الفحمِ
المدينةُ الساهرةُ وبينَ نهديْها نهرٌ
قمرُ الشتاءِ المعلَّقُ
.مظلَّةٌ مفتوحةٌ فوقَ الغيوم
المطرُ المتردِّدُ مثلَ بدايةٍ
الندمُ المتأخِّرُ كما دائماً
.لعبةُ الكلامِ والكراسي
شارعُ الأشجارِ الطويل
.أصواتُ سيَّاراتٍ مُسْرِعَةٍ وسُكارى
وسادةٌ
بينَ ركبتِكَ ورأسي
.سوداء
،نسيانٌ ناصعٌ
.ذاكرةُ نبيذ
.كأنَّنا أتيْنا بعدَنا
جمال مجروح
ما في هطولِ المطرِ يدهشُني
وكأنَّـهُ في كُلِّ مرَّةٍ
.لأوَّلِ مرَّةٍ يسقطُ
ما يستوقفُني عميقًا
في وجوهِ التماثيلِ المبتسمةِ
.لعابرين
ما يأخذُني منِّي كخطوةٍ
.ما يأخذُني إليَّ كطريق
،ما يوقظُني لأحلُمَ
.ما لا يعرفُهُ عنِّي سوايَ
ما أخافُهُ
،الأملُ ربَّما
.ما يدفعُ النهرَ بعيدًا عن نفسِهِ
ما في الصدقِ من عصافيرَ
،ميِّتةٍ
وفي وحدتي
.من أشباح
،ما يكادُ يلامسُ السقفَ
ما بينَ قمرٍ وبئرٍ
.من مستحيل
ما يذهبُ بقطارٍ
،أبعدَ من القضبان
ما يشبهُ الغناءَ
.والمغفرة
ما يحرِّضُ حجرًا
على حياةٍ صغيرة
ونحوَ السواحلِ يمضي
ببحرٍ يلوِّحُ
.وحيتان
ما يُخْجِلُ الفأسَ
،وفزَّاعةَ الطيور
.ما يُعرِّيني حتَّى من دموعي
ما أودُّ قولَهُ
،دونَ أن يقاطعَني فراق
.ما في الكلامِ من عجزٍ عن الكلام
،ما يضيءُ الأرضَ كنجمةٍ
،ضحكتُكَ المكسورةُ
ما يفوقُ الوصفَ
.والاحتمال
كيف
،كُلَّما فكَّرْتُ في تركِكَ
كمن يكفرُ
بكلِّ ما يعرفُ
،ويحبُّ
أتذكَّرُ كيفَ
لسنواتٍ كابرْنا
قبلَ أن نقفَ
وجهًا لوجهِهِ
.وكأنَّنا للتوِّ نتعارف
كيفَ خلفَ نظَّارةٍ سوداءَ جلستَ
إسمي بصيغةِ سؤالٍ
ظلُّكَ مشتاقٌ
.على يدي
كيفَ من الفرحِ
قفزتُ عاليًا
من بينِ الناسِ والنراجيلِ
لألمسَ نجمةً
.تقترب
كيفَ لدقائقَ غفوتُ
والهاتفُ على صدري عصفورٌ
ننتظرُ صوتَكَ
.لأوَّلِ مرَّة
إلى الموعدِ الماطرِ
كيفَ سبقتُ السماءَ
والطريق
تملؤني الفراشاتُ
.وكأنَّني في العشرين
كيفَ في ومضةٍ مضى المساءُ
في زاويةِ المطعمِ الذي
كُلَّما مررتُ بشارعِهِ الطويلِ
شيءٌ في روحي كهاويةٍ
.نهاني عن المفارق
حيث الغيوم
من حنانِكَ
ترعبُني حِدَّةُ المنحنى
إلى رغبةٍ غامضةٍ فيكَ
في تحطيمِ
:كُلِّ ما أحبُّ
ملامحُكَ
مرآتُكَ
،قربُنا المسروق
،دفؤكَ كمعطفٍ موقَّتٍ عليَّ
أملُنا القليلُ
في أيَّامٍ
،أجملَ
نحنُ اللَّذانِ
لا تجمعُنا صورةٌ
.ولا طريق
كم من مرَّةٍ
بمعجزةٍ
،تجاوزتُها
،الحُفَرَ في روحِكَ والأسوارَ
دونَ أن أنكسرَ تمامًا
أو أفلتَ في الخوف
.يدي من يدي
ملامح روحي
في الخوف
،أعرفُكَ أكثر
حيثُ كُلُّ ما نخفيهِ
فجأةً
:في العراء
جلدُنا
عُقَدُنا
،الصناديقُ السوداءُ في أعماقِنا
من الدموعِ
،إلى العظام
مرورًا بالوجهِ الذي
أكثرَ من مرآتي في نهرٍ
أحبُّ ضحكتَهُ
.بينَ كفَّيَّ
على وسادة واحدة
ما الذي بوسعِ أنفاسِنا
في الغرفةِ المغلقةِ
المعتمة
غيرُ رفعِ السقفِ قليلاً
،عن أكتافِ المكان
،عن سريرٍ أسودَ ووسادةٍ
عن وجهِنا المشطورِ
وطَرَفَيْ ابتسامتِنا؟
بإمكانِها أيضًا
،توسيعُ النوافذِ مثلَ عيونٍ
لعلَّ الأحجارَ تدركُ
أشكالاً أشدَّ قسوةً
.لوجودِنا
ملتصقانِ
بكلِّ ما في الجلدِ من دفءٍ
.وموت
:ظهري لظهرِكَ
القلبُ
،يلامسُ القلبَ
،الفِقْراتُ في فراغِ الفقراتِ
والظلاَّنِ الشقيَّانِ
.طريقان
أنانيّة اثنين
يدُكَ / يدي
وإن تشابكتِ الأصابعُ
.جذورَ شجرتيْن
قلبُكَ / قلبي
،مهما اقتربْنا
الشخصُ ليسَ
.صورتَهُ في مرآة
صوتُكَ وصوتي
مع أنَّنا نردِّدُ
.الكلمةَ ذاتَها
خطوتي
خطوتُكَ الخائفة
.على طريقٍ، لوهلةٍ، واحدة
كم هو وحيدٌ
،الحبُّ
دائماً
.بصيغةِ المفرد
مرايا مسحورة
تكفي شجرةٌ
صفراءُ
لأستبقيَ الشمسَ
.في قلبي
:أغنيةٌ لأقولَ
.كُلُّ العصافيرِ صديقتي
غيمةٌ قريبةٌ
لألمسَ المطرَ
مظلَّةً
.طائرة
.ليلتانِ لأكتمل
"كلمةُ "حبّ
بحرفيْها القمرِيَّيْنِ
،وشَدَّتِها الساكنة
لأدركَ عمقَ عينيكَ كحجرٍ
والشبهَ الهائلَ
بينَ وجهي
.ووحدتي
ظلالك
،لا المطرُ المؤنسُ
ولا النجومُ مجتمعةً
بينَ زوايا نافذةٍ
.كأصدقاءٍ لأجلي
لا الشمسُ على جسرٍ
على نهرٍ
،على سفرٍ دائمٍ
ولا أشجارُ أيلول
.العاشقة
لا الرشفةُ الأولى
،من القهوةِ والبحر
ولا فراشاتُ الدخانِ الشفيفةُ
.فيَّ
،لا الشِّعْرُ ولا الألوان
ولا دهشةُ الأشياءِ التي
من ظلالِها
.أنحِتُ روحي ونظرتي
لا الناسُ
.لا المدنُ
.لا العالمُ في علبةٍ ملوَّنةٍ في عيدِ ميلادي
لا شيءَ
يعادلُ
.قربَك
أشيائي
بشالٍ
على غيمٍ
وناسٍ
وأحجار
يمضي الشتاءُ
،قطارًا قديمًا تحتَ المطر
وتبقى حلاوةُ مِعطفِكَ السُّكَّريّ
راسخةً في روحي
.لحظةَ طيران
نحوَ طُرُقِها
تمضي الطرقُ
متردِّدةً
،متعبة
وخطوتُكَ في قلبي واثقةٌ
.نجمةٌ على وجهِ نهر
تمضي الليالي
وولاَّعاتُكَ
في البيتِ المعتمِ
،مبعثرةٌ
تحثُّني
على العثورِ ثانيةً
.على ظلِّي
النهر
أكثرُ من حياةٍ
.وأقلُّ من حياةٍ، دائمًا
لا النبعُ
،ولا البحرُ البعيدُ
ولا الوجوهُ العابرةُ
في غيومٍ
.فوقَ دموعي
رُبَّما كانَ عليَّ
أن أحبَّ نفسي
.مثلَ نهر
قمر بقرب قُبلة
أهذا هو الليلُ ذاتُهُ؟
ذلكَ الذي
بلا طُرُقٍ
في ضبابٍ
نحوَ انتحاري
أينما اتَّجهت؟
سماءُ الليلةِ
شالٌ شفيفٌ على كتفيَّ
،مثلُ ورقِ هدايا يلفُّني
.القمرُ بقربِ قُبلة
لو أرفعُ يدي قليلاً
الغيمةُ قصيدةٌ
.على أطرافِ أصابعي
لو أغمضُ
،بينَ أجفانيَ النجومُ
وعينايَ كذراعيْنِ
تحضنانِ العالمَ
.معَ ضحكتِك
"اسأل روحك"
سبعُ نوافذَ
وما من نجمةٍ
ولو في انعكاسٍ
.على الزجاج
إسمُكَ
،مع مطرٍ خفيفٍ
ولا أنتَ
ولا أحد
.يسمعُ الأنين
نصفُ قمرٍ
وردٌ أصفرُ
ريحٌ تُصَفِّرُ في الحُفَرِ
سماءٌ كدمعةٍ كبيرةٍ
.مثلُ منديلٍ في يدي
أهذا هو الحبُّ يا أمَّ كلثوم؟
أكبر من دمعتي
نافذةٌ للتذكُّرِ
.أخرى للنسيان
،الروحُ تَرى
ليست من زجاجٍ
.لأنكسرَ في يدِك
رملٌ على رموشي
ماءٌ وملحٌ
،كأنَّني بحرٌ
المطرُ دائمًا
.خلفَ الشبابيك
الحافّة
قدمانِ حافيتان
لأتدفَّقَ
معَ نبضِ الأرضِ
.نحوَك
لأُحبَّ نفسي
في الطينِ
.كما في حِضنِك
لألمسَ
في طريقي إليك
.سطحَ موتي
لأحفِرَ بلحميَ
الاحتمالَ
.والمجرى
لعلَّني
مثلَ نهرٍ
،أنجو
ولا تدركُنا دمعةٌ
.ولا نهاية
أرجوحة
أعرفُ الألمَ
وأعلمُ
.أنَّني في أملي تماديت
أخذَني الهوى
.أبعدَ من خطوتي رُبَّما
أجلسُ الآنَ على حافَّةٍ
كأرجوحةٍ أدلِّي ساقيَّ
أغمضُ
.ولا ألوِّحُ لأحد
،الهاويةُ ورائي
وليسَ الغناءُ طريقاً
لأتوقَّفَ
أعداء أنفسنا
أُطْفِئُ العالمَ
سيجارةً في جلدي
وأُفكِّرُ طويلاً
،في أطفالِك
في أُمِّي التي
في زاويةٍ من البيتِ الواسعِ
،تشيخُ بشموخِ شجرةٍ
دونَ أن يخطرَ لأحدٍ
.أن يكنِسَ من حولِها الأزهار
تأخَّرَ الوقتُ كثيراً
،لنغرِسَها في الحديقةِ
حيثُ تنتظرُنا
حُفَرٌ
.وأقمار
مضى أيضًا أوانُ الوردِ
.في ضحكاتِ صغارِك
كم من العتمةِ
والألمِ العميقِ
،نحتاجُ
لنرى ما فعلناهُ
كأعداءٍ
.بأنفسِنا
مزق من حنانك
الأثوابُ أشلاءُ جثثٍ
،على زجاج
أكثرُ من مقصٍّ
والخزائنُ مفتوحةٌ
.فارغة
بخيطٍ أخيرٍ
بإبرةٍ لا تخاف
.أحوكُ جسدَكَ ثانيةً
،أرتِقُ القلبَ أوَّلاً
ثُمَّ أجمعُ
ما تبعثرَ منكَ
،حولَكَ
وحيثُ الفراغاتُ التي أحدثَها آخرون
أُقطِّعُ روحي
.رقعاً صغيرة
رقع بيضاء وسوداء
،كلاعبيْ شِطْرنج
كلاكُما
.في رأسِ الآخر
ليلٌ طويلٌ
،والمطرُ يرغمُنا على غناءٍ
تحتَ هذا السقفِ
بينَ هذه المربَّعات
.في هذا المثلَّثِ الجارح
في الغرفةِ الواسعةِ
حيثُ لا مرآةَ
.ولا سلالمَ إلى النجوم
لا أحدَ يفوزُ
أو يخسرُ
.سواي
زجاجةٌ
لِكُلِّ هذه الكؤوسِ
.المكسورة
،طريقٌ بمحاذاةِ طريق
.كأنَّني مع مرآتي أمشي
،القلبُ لا يُقْسَمُ
لكنَّها روحي
رقعٌ بيضاءُ وسوداءُ
احتمالٌ يسعُ الجميعَ
ولا يجرحُ
.إلاَّ نفسَهُ
الفلكيّ
،شاعرٌ في برجٍ من زجاج
بينَ النجومِ
.وسهرِ نوافذِنا
إلى حوافِّها
يطلقُ عصافيرَهُ السوداء
لتعودَ إلى أصابعِهِ
،بالتفاصيل
دونَ أن نلمحَها مرَّةً
على أيَّامِنا
.تتلصَّصُ
ليعودَ ويرويَها
مطرًا
،يدهشُنا
،كأنَّنا عشبٌ
،لأنَّنا في العمقِ أطفالٌ
ولأنَّ الأساطيرَ
.أجملُ من أبطالِها
سهر الورد
.الحديقةُ لا تنام
ترابُها
طيورُها
زهرُ الرُّمانِ
.سَرْوُ السياج
،لمجرَّدِ أنَّ شبَّاكَكَ مفتوحٌ
والضوءُ
:على هيئةِ عاشقٍ
ظلٌّ
على العشبِ
،في الندى
مكانُ قلبِهِ تمامًا
فراغُ
.فراشة
تمثال صغير مكسور
لأجلِكَ
أنحِتُ روحي
:ثانيةً
،عينانِ لا تبكيانِ كالأطفال
أنفٌ لا يكابرُ
.وينكسر
فمٌ أفتحُهُ
،فقط لأبتسمَ
ذراعانِ للعناقِ
.قدمانِ بيقينِ طريق
.أحُفُّ الجراحَ
أحُتُّ أسماءً
وأرقامًا قديمةً
وأشياءً لا أفهمُ
ماذا تفعلُ
إلى الآنَ
في روحي؟
داخل مرآتي
لأوَّلِ مرَّةٍ
أستطيعُ
،أن أشيرَ إليَّ
دونَ أن أخفِضَ صوتي
.أو أهدابي
في عينيكَ العميقتيْنِ
أراني
.أقرب
،المطرُ صديقي
،طريقي أحفِرُهُ
نحوَ أغنيتي تصاحبُني أشجارٌ
أطفالاً من ورقٍ
.قصائدَنا
العالمُ بأربعِ عيونٍ
،معك
.بلا دمعةٍ واحدة
أربع عيون ناعسة
I
هنا
وهناكَ
.بيتٌ أحمر
في كُلِّ حجرٍ
،وردةٌ مخبوءةٌ
مثلَنا المنازلُ
.مجروحة
بالحدائقِ تحتمي
بالقططِ
.والأطفال
،خلفَ أبوابِها أبدًا
.النافذةُ نزهتُها الوحيدة
II
،كأنَّنا المكانُ
.أربعةُ جدران
سقفٌ؟
أم أنَّنا فوقَ الدمعة؟
.أفيالٌ كثيرةٌ، في الغرفةِ، بيضاء
ضحكٌ
كؤوسٌ وكراسٍ
.أرضٌ تدور
،حارسانِ بيننا
لكنَّ ما بيننا سِحْرٌ
،يُخرجُ المفاتيحَ من مخابئها
يفتحُ الليلَ
شجرةً
لها ألفُ نافذةٍ
.وظلالٌ بدفءِ أطرافِنا
."أجملُ من كلمةِ "لا
كطفليْنِ
بأربعِ عيونٍ
.ناعسة
كيفَ نسرِقُ النورَ
من نارِهِ
دونَ أن نخلعَ الأقنعةَ
وخواتمَنا؟
القمرُ صديقُنا
.الغرابةُ لأقصاها
كأنَّنا نيامٌ
.وفي أكفِّنا بَواصِل
III
تمامًا
:كما في ذلكَ الحُلُمِ
.فَرَسان
كحبرٍ على ليلٍ
تحتَ سقفٍ عالٍ
.بينَ جدرانٍ عاشقة
في المقعدِ ذاتِهِ
،بثوبٍ أسودَ طويلٍ
وفمٍ
تقبِّلُهُ النسمةُ
لتحدِّدَ
بأحمرِ الشفاهِ
.ملامحَها
،كُحْلٌ غائمٌ
،كأسٌ نصفُ فارغةٍ
كلامٌ
،نصفُهُ تكرارٌ
مطرٌ قليلٌ على أوراقٍ
لقصيدةٍ
.أطولَ من عمري
،الأبوابُ احتمالاتٌ مفتوحة
من كُلِّ هذه الأرض
.أسكنُ مِساحةَ ظلِّك
IV
هذه يدي
كُلُّ ما أحملُهُ
،من حقائبِ الماضي
وهذه الليالي هداياك
كي أفتحَ قلبي
،واسعاً
،ليتكرَّرَ في كُلِّ مرآةٍ قمرٌ
لئلاَّ يسهرَ الوردُ
.وحيدًا مثلَ كتاب
ما يشبه فراشة
على ورقِ قِصديرٍ
.يغفو قمرُنا
نصفُ قمرٍ
.أو أقلّ
جمرُنا
،هذه النجومُ
.الأغاني تمنحُنا أنفاسَها
لو أنَّ الطيرانَ
يطولُ
،مثلَ غرقٍ
لو بوسعِنا
أن نرتفعَ
.فوقَ السماء
رُبَّما نعودُ
،بما ينقُصُ من عمرِنا
نعيدُهُ وجهًا
.يبادلُنا الكلام
نسيان
ما لم نعد
إلى أنفسِنا
،ننسبُهُ
من ناسٍ
.ونبيذ
.ذلكَ العالمُ البعيد
الأبوابُ المؤلمةُ
.وراءَنا
:كم يشبهُنا التذكُّرُ
في كُلِّ مرَّةٍ
،إلى النهرِ ذاتِهِ يأخذُنا
زمنًا
،بملامحِنا يجري
قمرًا
دائمًا
.في مكانِه
الرهان
هذه عزلتي
وهذه مرآتي
وهذا المختبئُ مثلَ ملاكٍ خلفَ المدى
ما كادَ أن يكونَ
يومَ أحببتُكَ
.جناحَنا
هؤلاءِ أطفالي
الذينَ
أُخْطِئُ أحيانًا
وأناديهم
.بغيرِ أسمائهم
ضَعفي
غُروري
.عِنادي
ما ينقصُني
،لأصبحَ نهرًا
ما يفيضُ بدمعٍ
.عن ضفافي
،تعرفُني كنفسي
إلاَّ أنَّني عنِ الحبِّ
.لا أعرفُ إلاَّ ضحكتَك
مرآة لا تتماهى تمامًا
قسوتي
.لأقصى ما يحتملُ القوس
الحنانُ
حتَّى أعمقِ قطرةٍ
.في بئري
."العجزُ عن كلمةِ "لا
العطاءُ الذي يعطِّلُني
في حُزمةِ حطبٍ
.عن ربيعي
غضبي
غَيْرتي
،رغبتي في كسرِنا مثلَ كأس
لأنَّني أخافُ
.لأنَّني أحبُّك
تنازلاتي
نزقي
،مكابرتي
كبريائي كملكٍ
.في غيرِ مكانِهِ
أبطالي الذينَ من ورقٍ
أُحرقُهُ
وأطيرُ
.أمامكَ كمرآة
بعيوبنا
بدموعٍ تكادُ
.أن تتطابق
غصن على تراب
بوجهٍ
من حجرِ القمرِ
وجسدٍ
،كشجرةٍ بعدَ المطر
على شرفةٍ قليلةٍ
لا تحتملُ
.سوى الغفران
،الغرفةُ غيمةٌ
.غفوتي من رماد
خلفَ النافذةِ
ليلٌ يطولُ
مدينةٌ
.مثلُ أميرةٍ نائمة
على الجثَّـةِ المخمورةِ
تُطلُّ
بأهدابٍ دامعةٍ
.برأفةِ غصنٍ على تراب
لوحةٌ على جدارٍ مجهول
صحنُ فاكهةٍ
.سكِّين
زجاجةٌ مقلوبةٌ
كأسانِ كغريقيْنِ بلا أذرعة
.فِلِّينةٌ طافية
،دمعتي على العالم
بكاؤكَ
.بوسعِ ما تَرى
.كلانا من طين
،أحدُنا يكذبُ
.كذلك الثاني
.كدتُ أطيرُ وحدي
أكثر من طريق
الشجرةُ شجرةٌ
،والعصافيرُ عصافيرُ
وهذا الذي أغلقَ الكتابَ
وعينيْهِ
عاشقٌ
.مُنْهَك
ألم يكن كافيًا
أن أكشفَ كُلَّ أوراقي؟
أن أُسْقِطَ الأقنعةَ
أعداءً
أمامَك؟
كوحشٍ
.اغتربتُ في جلدي
جرحتُ يدي
وجهي
وجودي
،حتَّى المصباحَ في روحي
وكانَ عليَّ
فقط أن أصدِّقَ قلبي
وأتَّسِعَ
.لأكثرَ من طريق
مروحة الألوان
لأنَّ الحاضرَ
،فراشةٌ في شعلة
لأنَّ اللحظةَ
،إثرَ لحظتِها ماضينا
.ألتقطُ لكَ صوراً كثيرة
لأنَّ عيني
،أضعفُ من ذاكرةٍ
وضحكتَكَ فضاءٌ
.لا يتكرَّر
في مروحةِ ألوانٍ
:تتفتَّحُ أمامي
أنتَ
منذُ أحببتُكَ
.حتَّى آخرِ مكالمةٍ بيننا
تفتحُ قلبي
.تفتحُ أفقاً
أكثرُ من ورقٍ
،هذه الصورُ
.أكثرُ من هدايا
كتابك
،على صفحةِ نهرٍ
على قُصاصةِ قمرٍ
.لاصقة
،على أوراقِ وردةٍ صفراء
.بينَ دِفَّتَيْ فراشة
على ألواحِ الليالي
،بحوافِّ نجومٍ
في قلبي كحَفْرٍ
.في حجرٍ قديم
أكثرُ من برعمٍ
.أقلُّ من عروة
ربيعٌ
.لأعمارٍ قادمة
الجسر
،أن أتذكَّرَ
أن أتخيَّلَ العالمَ
للحظةٍ
.من بعدِنا
.ليسَ الطريقُ ما يخيفُني
فقط
أن يأتيَ صباحٌ
،بلا صوتِكَ
أن تطولَ الليالي مثلَ أرقٍ
وأنامَ عميقاً
.مع الموتى
يد الغريق
كانَ بوسعِكَ
.إنقاذُ العالم
فقط
لو مددتَ يدَكَ
مَسافةَ ظلٍّ
كانَ بوسعِنا
أن نكونَ الضحكةَ
.والأبد
مثلَكَ
.تُربكُني صيغةُ الماضي
أنا أيضاً
.تؤلمُني كلماتي
،في الطيرانِ ارتعبتُ
ليسَ لأنَّ الفضاءَ فراغٌ
.ليسَ لأنَّ الوحلَ تحتي
فقط لأنَّني كبحرٍ
أغرقُ وأنجو
.بمُفردي
كأنّني أتذكّر
كأنَّني آخَرُ
،يراني ويروي
خيالٌ
أو نافذةٌ
.أو شاهدُ قبر
الذي أَحَبَّ وانتحرَ
،أحدٌ سوايَ
.كأنَّني أتذكَّر
بعيداً عن الأشياءِ التي
لا تشبهُ أسماءَها
ــ الخرائطُ والقصائدُ والدُّمَى ــ
أُغمضُ
.أغيب
لأوَّلِ مرَّةٍ
.أُسامحُ نفسي
لئلاَّ أسقطَ عن سطحِ القطارِ
،أقفزُ
أنفِضُ عنِّي
ما ليسَ منِّي
.أو لي
لم يكن صوتي
ليست بصماتي
،ثَمَّةَ من انتحلَ روحي وجَرَحَنا
.يا طيورُ أطلقيني